شكرًا لكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظكم الله ورعاكم، وأيدكم بنصره، وجعل ما قدمتم في ميزان حسناتكم إلى يوم الدين.
هذا الوطن الإسلامي الكبير (المملكة العربية السعودية) أسسه جلالة المغفور له الملك عبد العزيز - رحمه الله -، وجعل من أولوياته خدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع المعمورة. فقد كانت المجهودات الجبارة والظاهرة في أرض الحرمين الشريفين من أولويات حكومتنا الرشيدة للتسهيل على الزوار والحجاج أمر أداء ركنهم الأعظم.
ولتحقيق وتقديم كل ما هو في الوسع والخاطر كان برنامج استضافة ضيوف حجاج بيت الله الحرام من مبدأ الترابط والتلاحم الديني في سبيل الله. قال سبحانه وتعالى: {وَأمَّا بنِعْمَةِ رَبِّكَ فحَدِّثْ}. هذه اليد السخية المعطاءة والحانية تمسح على رأس اليتيم، وأبناء الشهداء، بل تعدى الأمر إلى قرابة الشهداء وذويهم؛ لتشملهم مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المتمثلة في برنامج الاستضافة للحج لأهالي الشهداء والأسرى.. هذه اللفتة الإنسانية هي تكريم لمن ضحى بحياته من أجل حماية الأوطان، والوقوف في وجه الإرهاب الذي يهدِّد الأمن والأمان والاستقرار العالمي.
وقد بدأ برنامج استضافة ضيوف هذا البرنامج المبارك منذ عام 1417هـ إلى حج هذا العام 1440هـ، وبلغ عدد المشمولين بهذه المنحة 53747 حاجًّا وحاجة من مختلف دول العالم.
جزى الله خير الجزاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لما يقوم به.. ولا سبيل له إلا التآخي والترابط ورفعة هذا الدين القويم، وتقديم كل يد العون لمن ضحوا أو زهقت أرواحهم فداء للدين أو لأوطانهم، أو لحماية المقدسات الإسلامية.
وفي حج هذا العام 1440هـ تم استضافة ما يقرب من 6500 حاج وحاجة من 97 دولة، ومن جنسيات مختلفة، منهم 200 حاج من دولة نيوزيلندا، وهم من أُسر وذوو الحادث الإرهابي للمسجدَين اللذين حصل فيهما في نيوزيلندا، وراح ضحيته من قتلى ومعاقين. ولتضميد جراح هذا الاعتداء الظالم الذي لا مبرر له، الذي أصاب الأمة الإسلامية، تم استضافة أُسر هؤلاء الأشقاء. وليس ذلك بمستغرب من خادم الحرمين الشريفين لرفع الظلم عن المظلوم، وإظهار الحق والواجب. وقد وصلت مع الوفد مديرة شرطة أوكلاند في نيوزيلندا نائلة حسن ضمن ضيوف وأُسر الشهداء لأداء فريضة الحج لهذا العام، التي أثنت على حكومة مولاي مما رأت من خلال الجهود المبذولة لخدمة الإسلام والمسلمين.
أيضًا من المكرمات التي شملت أبناء وأُسر شهداء الواجب بالمملكة العربية السعودية أنه تم في حج هذا العام استضافة أكثر من 1100 حاج من أسر شهداء الوطن الغالي، الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن وأمنه وحماية مقدساته من أيدي الغاشمين والمعتدين.
وبلفتة إنسانية تكفل خادم الحرمين الشريفين بنفقات الهدي لجميع الحجاج المستضافين ضمن برنامج خادم الحرمين على نفقته الخاصة. وهذا الأمر وهذه المكرمة غير مستغربَين منه، وامتداد لعطائه السخي وعنايته بإخوانه المسلمين، وحرصه على تقديم ما يحتاجون إليه، ويرغبون فيه. فجزاكم الله خيرًا، وحماكم، وبسط في يدكم، ووسع في رزقكم، وجعلكم ذخرًا للإسلام والمسلمين.
** **
drebakhsh@hotmail.com