فهد بن جليد
تكلفة شراء المستلزمات المدرسية للطالب الواحد التي تتحمّلها العائلة بالسعودية تقدَّر سنوياً بنحو (266 دولاراً)، أي ما يُعادل ألف ريال بحسب تقديرات صادرة من أعضاء في غرفة تجارة جدة، تشمل الزي والمستلزمات القرطاسية والمكتبية الأخرى، ما زلتُ أرى أن توفير مثل هذا المبلغ لتأمين بدائل إلكترونية تعليمية مُفيدة للطلاب بالتشارك بين المنزل والمدرسة سيكون مجدياً ومُفيداً، أكثر من العملية التقليدية التي تتطلب استهلاكاً للورق والمستلزمات الأخرى، وخصوصاً أنَّ الطلاب في جميع (المراحل السنية) يمارسون الترفيه الإلكتروني بتعاملهم مع الأجهزة التقنية في منازلهم، لنصبح أمام (حالة مُتناقضة) وحقيقة مُرَّة لتعليم تقليدي يعتمد على الكُراس والورق، وترفيه إلكتروني بأحدث ما توصلت إليه التقنية، ما يطرح سؤالاً مهماً عن المُستقبل الذين نتمناه ونرجوه لطلابنا؟ تبعاً لهذه الحقائق والمُعادلة المُتناقضة التي يعيشها الطلاب.
مع قرب العودة للمدارس هذه الأيام دخلت متاجر البيع الإلكتروني و(تطبيقاتها) على خط المُنافسة في بيع القرطاسية والحقائب واللوازم المدرسية كالأقلام والدفاتر وغيرها، قد تكون هذه (السنة الأولى) التي نخوض فيها التجربة ونعيش مثل هذا التنافس بين (المكتبات والقرطاسيات) وبين المواقع الإلكترونية، وإن سبقتنا دول خليجية شقيقة في الاعتماد على مثل هذه التطبيقات التي حقَّقت انتشاراً وقبولاً بين أولياء الأمور والطلاب، كونها توفر الجهد والمال، بتوصيلها المجاني إلى المنزل، وأسعارها المُنافسة، وتوفيرها لجميع الاحتياجات المتنوّعة بأعدادها وكمياتها ومواصفاتها وألوانها تحت (سقف إلكتروني) واحد، وبضغطة زر، بعيداً عن التنقّل بين الأسواق والمكتبات المُختلفة لتوفير المطلوب لكل (ابن أو ابنة) على حدة، بينما مثل هذه التطبيقات والمواقع تجعل العائلة تتسوَّق بهدوء وتأن وهي في المنزل بعيداً عن ضغط الأسواق، والتأثر بالكميات الكبيرة والأنواع التي يشتريها الناس بنهم وإقبال كبير، مثل هذا التطور يعكس لك الفرق دائماً بين التقنية وغيرها لتتضح صورة وأثر إدخالها في التعليم؟
خيار التوجه إلى المكتبات والقرطاسية وزيارتها سيبقى حتمياً في أي مرحلة من مراحل تأمين المستلزمات المدرسية، ولكن بقاء الأسعار المرتفعة ومحاولة استغلال الإقبال الكبير مع بداية موسم العودة للمدارس والاستفادة منه مالياً، تبدو فكرة (غير مقبولة) مع زيادة الوعي الاستهلاكي عند الأسر وأولياء أمور الطلاب، الذين باتوا يعون جيداً الخيارات المطروحة أمامهم خصوصاً مع تفهم الكثير من المعلمين والمعلمات وعدم إفراطهم وتشرُّطهم في الطلبات، هذا واقع علينا التعايش معه بأفضل الطُرق والوسائل حتى يحين موعد التطوير، أكثر ما أتمناه وأرجوه أن يأتي اليوم الذي يكون فيه تعليمنا أفضل من ترفيهنا، بالاعتماد على التقنيات واستخدامها بالشكل المأمول أسوة بما يتم في دول ومجتمعات متقدمة كثيرة.
وعلى دروب الخير نلتقي.