فيصل المطرفي
عادت الحياة للملاعب وانتعشت الجماهير من جديد بعودة أنديتنا للركض في منافسات دوري أبطال آسيا واستكمالهم للمشوار القاري بمواجهات دور ثمن النهائي، وكانت انطلاقة الموسم قد حظيت بمتابعة جماهيرية وإعلامية كبيرة لكافة ممثلينا وترقب لما ستسفر عنه النتائج والوجه الذي سيظهر به كل فريق في إطلالته الأولى، وتحولت الأنظار في الأسبوع الفائت على مدار يومين من دبي إلى الرياض ثم إلى جدة لرصد أنديتنا بعد تحضيراتهم التي استمرت طوال فترة الصيف تأهباً للموسم الجديد، رغم أن قمة (الهلال والأهلي) حصدت الاهتمام الأوسع والحضور الجماهيري الأكبر واستحوذت على النصيب الأوفر من المتعة الكروية.
في الإمارات نجح الاتحاد في تخطي عقبة مباراة الذهاب بفوزه على ذوب آهن الإيراني رغم كل المخاوف التي كانت تحيط بالمعسكر الاتحادي، وتمكن نجوم الاتحاد من التغلب على نغمة التشاؤم التي رافقت الفريق قبيل مواجهته ولاسيما بعد خيارات «سييرا» في البطولة، والتردد الكبير في إشراك المواليد ضمن قائمة المباراة مما أحدث خلافات اتحادية اتحادية، إلا أن الاتحاد حقق الأهم وفاز، ويحتاج اليوم لإكمال مهمته للعبور والوصول إلى الدور المقبل.
أما النصر وعلى أرضه وبين جماهيره فقد صدم عشاقه بمستوى متوسط ونتيجة غير مرضية بمعايير الذهاب والإياب، وخرج بتعادل إيجابي أمام ضيفه الوحدة الإماراتي، لتبقى آماله مساء اليوم معلقة لخطف بطاقة التأهل من أرض الوحدة الذي لم يقدم نفسه كمنافس شرس ومخيف في لقاء الذهاب.
أما في جدة، فالزعيم استحوذ على كل شيء، وقدم مباراة رائعة في مستهل موسمه ليس لأنه انتصر برباعية على الأهلي فحسب، بل لأنه قدم نفسه بصورة متوازنة خلال اللقاء، ولأن مدربه قرأ اللقاء بشكل مثالي، ولكون أبرز نجومه كانوا على الموعد، فكان الانطباع الأول عن الفرقة الزرقاء مميزا ومطمئنا لمحبيه.. كل ذلك لا يعني أن الهلال مكتمل ومرشح لاكتساح الجميع، بل يحتاج لمزيد من العمل قبل نهاية الفترة، ومع اكتمال صفوفه وتدعيمها ببعض الأسماء في بعض المراكز سيكون أكثر إمتاعا وإبهاراً، أما الأهلي أعتقد أنه فقد فرصة التأهل بنسبة كبيرة من خلال خسارته في مواجهة الذهاب، فكانت خطوة أولى سيئة جدًا لبرانكو، من خلال تشكيلته وتعامله مع اللقاء، ولكن الفرصة مواتية له وللإدارة لإعادة ترتيب أوراق الفريق قبل انطلاق الدوري ومنافسات الموسم الطويل.
بقي أن أقول.. من الخطأ إطلاق الأحكام المتسرعة على أي فريق واختزالها على مباراة خاضها في مستهل الموسم، قد تكون فيها الكثير من الظروف، الواجب منح أي مدرب أو لاعب الفرصة العادلة والكاملة للحكم عليه بشكل منطقي، ولكن هذه البداية القوية بالمباريات الآسيوية قد تحولها بعض الإدارات إلى مرحلة ايجابية وتعالج السلبيات في بعض المراكز وتستثمر هذه المشاركة المبكرة بتعزيز فرقها بأسماء تشكل الإضافة وتساعد الفريق في استحقاقات الموسم الطويلة والمتعددة قبل أن تعلن لجنة الاحتراف انتهاء الفترة بعد نحو ثلاثة أسابيع.