أحمد المغلوث
حتى اليوم ما زالت أصداء نجاحات موسم حج هذا العام 1440هـ موضع اهتمام وتقدير الجميع بل ومازالت حتى اليوم تشهد صحفنا المحلية والعربية وحتى الأجنبية إشادات واعتزاز بما قدمه الوطن من خدمات تفوق الوصف كما عبر عن ذلك العشرات من «ضيوف الرحمن» بعد عودتهم لأوطانهم. ولا شك أن كل فعل له ردة فعل كما يقول العلماء والخبراء في هذه الحياة. لكن أفعال وأعمال الوطن وقيادته فاقت الوصف وتجاوزت حدود التعبير المختلفة. فمثل ما نقلت الصحافة العالمية صوراً إنسانية مختلفة من رجال الأمن الذي جسدوا حقيقة الوطن وقادته ومواطنيه ورجال أمنه الأبطال.. فهذا رجل أمن حمل حاجاً طاعناً في السن أنهكه السير في المشاعر فلم يتردد أن يرعاه ويهتم به ومن ثم حمله. ورجل أمن آخر حمل المظلة ليحمي حاجاً من زخات المطر خلال لحظات دعائه وابتهاله. ومجموعة من رجال الأمن أيضاً حملوا حاجة عجوزاً بكرسيها المتحرك لمساعدتها في الرمي. والعديد من الصور المدهشة والتي استحقت أن تنشر وبالتالي تنتشر في مختلف وسائل الإعلام في الداخل والخارج.. مشيدة بالوطن وإنسانية رجال أمنه ومواطنيه وقبل هذا وبعد هذا قادته ورجال إعلامه الذين واصلوا الليل بالنهار لتغطية مناسك الحج المختلفة.
ولا يمكن أن ننسى دور وزارة الصحة وكافة منسوبيها الذين تواجدوا في كل مكان لخدمة ورعاية ضيوف الرحمن.. وبفضل الله حققت الخدمات الصحية العلاجية والتوعوية نجاحات منقطعة النظير.. بل يحق للوزارة الفخر بأنها أجرت 297 عملية قلب مفتوح وقسطرة قلبية. كذلك أجريت 921 عملية غسيل كلوي و44 عملية مناظير، و293 عملية جراحية مختلفة، بينما جرى دخول (1.297) حاجاً وحاجة إلى المستشفيات، وتم تسجيل أربع حالات ولادة، فيما بلغت حالات الإجهاد الحراري 20 حالة، وكل هذا مجاناً.
وما يقال عن وزارة الصحة يقال عن كافة الخدمات التي كانت وبشهادة الجميع متميزة.. وفي نفس الوقت امتلأت صدور أبناء الوطن من مواطنين ومقيمين بالفخر والاعتزاز بنجاح موسم حج هذا العام.. والذي كما يقال «كل شيء تمام»؛ وهذا يعطي صورة واضحة وجلية أن الوطن وقيادته -نكررها أكثر من مرة هنا- أثبتوا دائماً وأبداً أنهم في خدمة «ضيوف الرحمن»، وهذا يؤكد للعالم أن المملكة هي العين الساهرة على الإسلام والمسلمين.. فكيف وهم في ربوعها وفي رحاب الحرمين الشريفين.. لاشك أنها تخدمهم على مدار الساعة وهي موقنة بواجبها الديني الذي وهبها إياه الخالق -عزّ وجلّ- وشرفها به.
من هنا فالجميع يعرف جيداً أن المملكة في قلب العالم والعكس صحيح أيضاً صحيح.. وكل إنسان منصف وحصيف لا يستطيع أن يخفي أن المملكة قد تجاوزت الجميع خاصة الأعداء. وأبواق الصراصير الذين يتحدثون في «المواخير» -أعزكم الله- عن سلبيات لا وجود لها.. وماذا بعد لقد سعدت كما سعد غيري من رجال الإعلام. بنجاح حج هذا العام.
فيشرفني من خلال هذه الزاوية أن أبارك لقادة الوطن ومواطنيه كافة على هذا النجاح، الذي أشرق بنوره الساطع فكشف زيف الأعداء والحاقدين الذين كانوا يتقولون ويزيفون على (مملكتنا العظمى) متمنين فشلها في إدارة موسم الحج العظيم.