د. خيرية السقاف
صغيرتي التي كبرت تخرجت قبل أيام مهندسة معمارية، ردَّدت مرارًا في أذني: «صدقتِ فجزيئة منمنمة من القاعدة حين تنقص يكون البناء آيلا للسقوط»..
كانت هذه العبارة أحد حقائق معايير التربية، وأسس التنشئة حين كانت تنمو بين عيوننا، وتصغي إليها..
ولأن الحياة مجال للتطبيق، وميدان رحب للتماثل، نعطيها ونأخذ منها، فإن ما يُبنى في الأساس، يبقى ثابتًا لأعلى الرأس..
والشجرة المعطوب جذرها لن تخرج سليمة للشمس، بل لن يصمد جذعها للريح،
قد تهوى بين لحظة وهن، وفورة هواء، وعبور مجرى!
فكل قوة ضدٌ لضعف، وكل هشٍّ آيل للتشظي، وكل واهنٍ فريسة للتردى،
وكل نقص عِلَّة للانهيار..
في مقابل هذه القاعدة، ذات الوجوه العديدة، ذات الأمثلة الكثيرة المقابلة لمعادلها في حياة الناس يكون السؤال الآن للمجتمع:
كيف كانت تنشئتكم لهذا الجيل الذي اندفع كالسيل في ساحة فضاء قد منح فيها الحرية، وتسلّم مفاتيح الطرق إليها؟!..
ما نتائج أساس تربيتكم لهم، وقواعد تنشئتكم فيهم، دينا ينعكس في قيمهم، وأخلاقا تتضح في سلوكهم، وفضائل يمثلها سلوكهم؟..
وهم على الملأ يتحدثون بما يختزنون مظهرًا، ومخبرًا؟!..
وكم من السلامة في لبنات قواعد تنشئتهم؟
وكيف هي الصحة في نسيج تربيتهم؟!..
الإجابة ليست بعيدة، واختباركم ليس صعبًا،
فالواقع الناطق بالحقائق خير من يجيب،
والنماذج أول من يساعدكم في الإجابة،
ويمنحكم الأدلة على طبق الشمس..