خالد بن حمد المالك
تحوَّلت قناة الجزيرة القطرية إلى صوت مبحوح لإيران؛ فلا نجد برنامجًا أو خبرًا أو لقاءً إلا وإيران حاضرة، سواء بشكل مباشر أو بطريقة غبية، تتظاهر بأن لا علاقة لإيران بها، بينما تكشف توجهاتها ومتابعاتها وتركيزها على موضوعات محددة، ومتحدثين يتكررون، غاياتها وأهدافها.
**
عمائم الإيرانيين لا تغيب، وأصواتهم تتقدم حفلات الترتيب لبرامج تحاول أن تغيِّب الصوت العربي الحُر، ضمن مؤامرة كبرى لخلق فوضى في منطقتنا وبين دولنا لصالح إيران وتركيا وإسرائيل. وقطر بقناتها يُمرَّر عليها هذا التوجُّه المشبوه، وليس لها إلا الاستجابة والتنفيذ لما تؤمَر به من القوى المعادية، دون أن يكون لها رأي في هذا المحفل التآمري على دُوَلنا وشعوبنا.
**
في الماضي كانت الدسائس تتم مغلَّفة بأشكال وأنماط من الكلمات المخادعة، أما الآن فلم يعد للحياء مكان؛ فقد كشفت الدوحة من خلال قناتها عن وجهها الحقيقي، وبدأت تمارس الدور المرسوم لها بوضوح، غير آبهة بما يتحدث به العقلاء، وحتى من داخل قطر، فضلاً عما يُقال خارج قطر بأصوات عالية، وآراء للأحرار ممن لا يجاملون في آرائهم متى مُسَّت كرامة العرب، وأُوذيت شعوبهم.
**
أطماع إيران، ومثلها تركيا، واضحة للعيان.. وعلى قطر وهي ترتمي في أحضانهما أن تدرك أنها ستكون الطُّعم الأول في ابتلاع هذه الجزيرة الصغيرة لولا الموقف السعودي الحازم في مواجهة هذه الأطماع، وحزمه في الدفاع عن حقوق الدول الشقيقة، ومنع أي أذى أو ضرر قد يلحق بها، بما في ذلك قطر، بالرغم من كل المواقف العدوانية التآمرية التي تصدر من الدوحة.
**
إذًا، لا بأس أن تستمر قناة الجزيرة في هذه السياسة؛ لأنها مع كل يوم تفقد المزيد من المتابعين، ويكون رأي مَن يتابعها أنها قناة وُلدت لتكون صوتًا لخدمة أطماع الدول الاستعمارية، وتحديدًا إسرائيل وإيران وتركيا، ولن يكون لهذه القناة أي حظ في التأثير على مواقف الشرفاء في هذه الأمة، أو التجاوب مع أطروحاتها، طالما أنها تصب في خدمة العدو، وتأخذ مسارًا يسيء إلى مصالحنا وحقوقنا وأمننا واستقلال دُوَلنا.