عبدالله العمري
أيام قلائل وينطلق دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين الذي يتشرف للمرة الثانية بأن يحمل اسمًا غاليًا جدًّا على جميع الرياضيين بصفة خاصة، والشعب السعودي بصفة عامة، هو اسم سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قدم كل أوجه الدعم للرياضة السعودية، وأنقذها من أزمات عديدة، كادت تعصف بها، وتُدخلها في نفق مظلم. ومهما تحدثنا لا يمكن أن ننصف أو نعطي هذا الدعم اللامحدود حقه من الثناء.
تحركات كبيرة يقودها الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس الهيئة العامة للرياضة، بداية بسعيه لضرورة أن تكون جميع إدارات الأندية منتخبة لمدة أربعة مواسم بحثًا منه عن أن يكون هناك استقرار إداري للأندية؛ لكي تتمكن من العمل بهدوء، ووفق استراتيجية طويلة، تمكّنها من رسم أهداف بعيدة المدى وتحقيقها.
وهو ما تحقق على أرض الواقع؛ إذ أصبحت اليوم جميع الإدارات التي تقود الأندية هي إدارات تم انتخابها عبر الجمعيات العمومية التي رغم ضيق الوقت إلا أنها عقدت بكل مرونة، وهو أمر بكل تأكيد يحسب للهيئة العامة للرياضة.
وبعد هذه الخطوة المهمة أعلن الأمير عبدالعزيز بن تركي عن المشروع الأضخم والأكبر بتاريخ الرياضة السعودية منذ تأسيسها، وهو مشروع استراتيجية دعم الأندية الرياضية من خلال وضع آلية واضحة ومحددة، تقوم على تشغيل وتطوير الأندية الرياضية لضمان استدامتها إداريًّا وماليًّا وفق معايير كثيرة وواضحة، لعل من أبرزها تطبيق نظام حكومة فعال للأندية؛ لكي يسهم في تطويرها على الصعيدين الإداري والمالي من أجل رفع مستوى الرياضة السعودية بمختلف الألعاب.
كما أنه لا ينبغي أن نتجاهل أيضًا العمل الكبير الذي تقوم به رابطة دوري المحترفين بقيادة رئيسها الشاب مسلي المعمر، وذلك من خلال السعي لجعل الأندية بيئة جاذبة للشركات لتوقيع عقود رعاية معها؛ لتشكل رافدًا قويًّا لدعم الأندية ماليًّا؛ فوضع روزنامة واضحة للموسم ومحددة بأيام وتواريخ ثابتة سيكون عاملاً مشجعًا للمستثمرين على الاستثمار في الأندية.
وللاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد برئاسة ياسر المسحل - بالرغم من قِصَر عمره - جهودٌ كبيرة لمواكبة الحراك الكبير الذي تقوده الهيئة العامة للرياضة قبل بداية الموسم، وذلك من خلال تعديل وتطوير الكثير من لوائح الاحتراف والمسابقات والانضباط والأخلاق، إضافة للنظام الأساسي للاتحاد. وهي خطوة جبارة؛ لأن هناك الكثير من اللوائح لدينا، مضى عليها زمن طويل، وتحتاج للتعديل.
جميع ما يحدث داخل الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين من عمل وجهد كبيرَيْن سيجعل المسؤولية كبيرة جدًّا على عاتق جميع رؤساء الأندية بضرورة تقديم عمل كبير لأنديتهم؛ فلا عذر لهم اليوم؛ فجميع الظروف أصبحت مهيَّأة لهم. ولعل الدعم المالي الكبير الذي تحظى به الأندية حاليًا سيسهّل كثيرًا من عمل أي رئيس؛ فالأندية السعودية اليوم بفضل دعم سيدي ولي العهد أصبح العمل فيها مشجعًا كثيرًا، وأي رئيس يحمل الفكر سيكون قادرًا على الإبداع والتفوق وصناعة فريق يُشار إليه بالبنان.