فوزية الجار الله
يبدو أن قدر المشاهير أن يصبحوا بعد حين أمراً باعثاً للملل «أحياناً» لكثرة تناقل أخبارهم عبر وسائل الإعلام.. لكن بعض الأخبار تبدو مثيرة للدهشة، فقد قرأت في أكثر من موقع هذا الخبر حول الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، يقول الخبر: إن الأمير وزوجته قد فرضا على الجيران بضعة قواعد لابد من الالتزام بها: منها عدم قول «صباح الخير» أو أي تحية أخرى إذا بدأ الدّوق أو الدّوقة محادثتهما معك.. الامتناع عن مداعبة كلب الأمير هاري حتى إذا هرع الكلب ناحية الجيران.الامتناع عن عرض القيام بتسلية الكلب أو أخذه في نزهة. الامتناع عن طلب مقابلة الطفل أو عرض مجالسته، عدم نشر أي شيء عبر صندوق البريد الخاص بمنزلهم..
وكأنما تقول هذه القواعد إن تسلية الكلب الخاص بالأمير «شرف عظيم» عليك أن تتعب كثيراً كي تناله!
أذهلني هذا الخبر إلى حد كبير وتذكرت أمراً مشابهاً إلى حد ما سبق أن حدث لي أثناء عملي، فقد عملت فترة من الزمن في قطاع حديث الإنشاء (لا يخلو من فخامة) وهو مؤسسة شبه خاصة وليست حكومية تماماً، وقد تركته بعد فترة بسبب انتمائي وظيفياً إلى القطاع الحكومي، كان لوظيفتي علاقة بالإعلام والعلاقات العامة وكانت صلتي مباشرة بالمسؤول الأول في القطاع، وفي تلك الفترة تم تعيين أحد الأشخاص ليكون مديراً لمكتب المسؤول الأول، بدأ الرجل عمله بحماس شديد، ثم تمادى في عمله بشكل غريب حيث أطبق حصاراً على هذا المسؤول بشكل مبالغ فيه، بحيث لا تأتي شاردة ولا واردة قبل أن تعبر بين يدي مدير المكتب، وأن لا يحدثه أحد إلا بمعرفته وتحت إشرافه مهما بلغت علاقته بالمسؤول سالف الذكر.
أتذكر يومها بأن لديَّ موضوعًا مهمًا يتعلق بالإعلام وأنا من قام بإعداده وأنا وحدي من تستطيع شرحه وتقديمه له، حاولت كثيراً، إلا أنه في كل مرة يعتذر نيابة عنه لانشغاله، قلت: لا بأس الموضوع بسيط يمكنني الحديث معه أثناء عبوره عبر ممرات المكاتب، قال بحدة: لا.. لا يجوز أن تتحدثي معه في أمور العمل أثناء مروره.. هذا التعامل لم يكن يخصني فحسب وإنما كان مع كل من له رغبة أو مصلحة يود أن يتمها مع المسؤول الأول مباشرة..
مدير المكتب هذا يبدو شديد الشبه بالضابط الأمني التابع لقصر باكنجهام، الذي أصدر الأوامر سالفة الذكر، فقد غضب الجيران عند معرفتهم بهذه الممنوعات، لكن قصر باكنجهام أكد بأنه تم إعدادها من قبل الضابط الأمني وليس لدى الدوقين علاقة بها.. وربما فعلها الضابط طمعاً في كسب ود أصحاب القصر أونيل مكانة لديهما وربما ليستريح من جهد المراقبة والمتابعة المستمرة لكل ما يحيط بهما من حركات وسكنات.