م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- يقول علماء الإنسانيات إن الطبيعة البشرية تشكلها ثلاث غرائز هي: العاطفة، والأنانية، وفقدان الحس الأخلاقي.
2- ويرون أن «عاطفة» الإنسان حتى تُشْبَع وتستقر ولا تتجاوز بحاجة إلى: الفكر المنطقي، والشعور بالأمن، واحترام حقوق الإنسان.. أما «أنانية» الإنسان فتتزن بتوافر: الفرص للمؤهل، وتقدير الابتكار، والاحتواء للجميع.. بينما «فقدان الحس الأخلاقي» لدى الإنسان فيحد منه: الشعور بالمسؤولية، والشفافية في العمل، وتطبيق العدالة.
3- ويقولون أيضاً بخصوص «الأنانية» إنها تحفز السلوك الإنساني للاستئثار بامتيازات.. حتى لو لم تكن من حقه ومنها: الحصول على السلطة، والإحساس بالفخر، وتحقيق المتعة، والبحث عن الخلود، وكسب الفائدة.
4- أما «الحس الأخلاقي» فقد اختلف العلماء في نظرتهم إليه.. فهناك الذين ينظرون للإنسان على أنه كائن أناني مصلحي انتهازي.. لذلك لا يجب الاطمئنان إليه ولا الثقة به.. وأن الثقة المطلقة بالإنسان تعد من السذاجة.. يقابلهم علماء ينظرون إلى الإنسان على أنه كائن اجتماعي عاقل، متسامح، يميل إلى الفضل والسخاء، ويميز الصواب من الخطأ، ويحترم حقوق الآخرين، ويميل إلى خيارات السلم أكثر من الحرب.
5- وهناك فئة ثالثة يرون أن الإنسان يولد فاقداً للحس الأخلاقي.. فهو لا يرث الخصال الإيجابية ولا السلبية بل يتعلمها ويتربى عليها.. لأنه يولد صفحة بيضاء والظروف المحيطة هي التي تشكلها وتلونها.. يقابلهم فئة رابعة يرون أن الإنسان مفطور على سمات وأخلاقيات وأفكار غرائزية تولد معه يتوارثها من والديه ويورثها لأبنائه.. منها حب البقاء وحب السلطة وحب المرأة وحب الثروة.. وما وجود نزعات من الإيثار والعطاء سوى حالات نادرة تنشأ ضمن إطار تربوي أخلاقي رفيع.
6- تتضارب الأقوال والنظريات لكن الأكيد أنه لا مجال للوصول إلى تحسين جودة الحياة إلا بمعرفة غرائز الإنسان والتعامل معها.. من هنا فإن الخدمة العظمى التي يمكن أن يسديها «مركز برنامج جودة الحياة» للناس هي تحفيز ابتكار حلول تطبيقية لمشكلاتهم الحياتية اليومية.. كيف نسهل الحياة.. وكيف نقلل مشاكلها.. وكيف نوجد بدائل ونوسع الخيارات؟.. وهكذا.. ربما.