نجحت بلادي المملكة العربيَّة السُّعوديَّة في خُروج موسم الحَجِّ هذا العام 1440هـ - 2019م بأحسن ما يكون، وذلك في ظلِّ ملحمة وتناغُمٍ فريدين، من خلال تضافُر جُهود جميع الوزارات، وعلى رأسها لجنة الحج العليا ووزارة الحَجِّ والعُمرة. بتوجيهات مباشرة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وكان الهدف الأسمى هو تحقيق الأريحيَّة الكاملة لملايين الحُجَّاج الآتين من شتَّى بقاع الأرض؛ لأداء الرُّكن الخامس من أركان الإسلام. ولقد تناقلت جميع وسائل الإعلام وكذلك الإعلام الجديد في مُختلف بلدان العالم ذلك الحدث العظيم وَشَهِدَت جميع الدُّوَل العربيَّة والإسلاميَّة والعالم قاطبة بمدى براعة وحنكة المسؤولين بالمملكة في قيادة دفَّة الأُمور، والظُّهور في أبهى صورة.
ومن خلال ذلك المشهد البديع الذي ينُمُّ عن قُدراتٍ ومُقوِّماتٍ هائلة لدى المملكة يُمكن أن نستخلص دروسًا عديدة، ويتمثَّل ذلك في إمكانيَّة تحقيق التَّعاوُن والتَّكامُل بين جميع الوزارات؛ لتنفيذ جميع المشروعات الوطنية والخدمية والتطوعية التي يتم التَّخطيط لها في ظلِّ رُؤية المملكة 2030م، وبما يُساعد على التَّخلُّص من الإجراءات الرُّوتينيَّة الرَّتيبة (البيروقراطية) والإسراع نحو تحقيق خطواتٍ تنمويَّة هائلة على المُستوى الدَّاخلي.
نعيشُ الآن في عالم تتسارع فيه وتيرة التَّطوُّر، وما كُنَّا نُشاهده يحدث في غضون نصف قرن في الماضي أصبح الآن يحدُث في أقل من عامٍ، ولم يعُد هناك مجال للبطء.
والمُبتغى من هذا المقال تعميم التَّعاوُن بين الوزارات والأمانات وإمارات المناطق، والإسراع بمُعدَّلات النُّمُوِّ، ولتكُن تلك هي القاعدة التي يجب أن نعتمد عليها في كل شيءٍ، لتصيبهم عدوى النجاحات، فالاستعداد لموسم الحَجِّ واستقبال ملايين الحُجَّاج، والعمل على راحتهم على جميع المُستويات خلال مُدَّة زمنيَّة قصيرة وقياسية أصعب بكثيرٍ من إنشاء وتشغيل مشاريع بجميع تصنيفاتها، ولكنَّ الفارقَ هو الدَّافع والإيثار والتَّنظيم والإرادة، ومِنْ ثَمَّ السَّعيُ نحو تحقيق الأهداف بكل جِدِّيَّة، وتحقيق برامج جودة الحياة التي أقرت من خلال رُؤية واقعيَّة وفعَّالة رؤية 2030
ندعو الله أن يُوفِّق وُلاةَ أُمورنا لما فيه صالح بلادنا الغالية.