الحملة الإعلامية التي تُشن على المملكة، لأنها أجرت تعديلات لتمكين المرأة السعودية واستعادة حقوقها، تعكس عقلاً مشوهاً، وأخلاقاً هابطة، وتعيد تاريخاً طويلاً لأصحابها في إرادة الفوضى والتحريض الديني، مستمرة فيه منذ توحيد المملكة وحتى اليوم.
إلغاء جملة من القوانين التي تسيّدت المشهد المحلي يجيء في إطار برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي، هدفه تعميم مفهوم المشاركة وإنهاء التوترات بين المظاهر والتقاليد الاجتماعية، وعزل الرافضين لها عن الساحة. هذا المشروع الوطني الواسع يهتم بالمساواة وتنظيف البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية مما لحق بها من تأخير، أدى إلى ممارسات ذكورية مقيتة في جميع تعاملات المرأة السعودية. وأعاقت التطور والحياة الطبيعية والعمل والعلاقات الاجتماعية.
لا يجهل أحد اليوم ما تسبب فيه عدم إعطاء المرأة حقها في نشرها للعديد من المظاهر القضائية في المحاكم وشيوع فكر الابتزاز والاستغلال ومظاهر العنف والجريمة على مدى الأعوام الماضية، ولا تزال تحصل إلى اليوم بكل أسف.
وعندما تكون المرأة هي المديرة لقضاياها وتصعيدها والمناضلة لأجلها عبر مشاركتها القرار بعضويتها في مجلس الشورى بعد أن توصلت مؤسسات الدولة المختلفة إلى توصيات ومبادرات مهمة، قام بتوجيهها الملك - حفظه الله - إلى مجلس الشورى لدراستها، فإنه هو عنوان الفخر والفرح، بعد أن آلتْ ملفات تلك القضايا إلى اهتمام ولي العهد حتى منحها الوعد بالإنجاز فأُنجزت على النحو المأمول، فجاءت الأوامر الملكية الكريمة.
نحن نشهد جهداً كبيراً في معالجة المفاهيم والأفكار والتشريعات والخدمات وأسلوب علاقات الدولة بالمجتمع والمواطنين، وتجسير العلاقة بين المرأة والتحديث الشامل لسياسات الدولة العامة، وقد تضمنت المساعي الوطنية تلك التي بدأت في أول أيام إعلان مشروع الرؤية السعودية 2030، دخول المجالس البلدية، ونظام مكافحة التحرش، وحماية خريجات قسم القانون، ودعم صندوق النفقة للمطلقات، والسماح للمرأة بقيادة السيارة، وتمكينها من الخدمات دون موافقة الولي، ورفع سن التقاعد للمرأة إلى الستين أسوة بالرجل في نظام التأمينات الاجتماعي.
ما تفعله وسائل الإعلام من حملات إعلامية على المملكة إمعان منها بتصدير الكراهية والعداء الذي تتبناه جماعات كارهة لمسيرة التطور والتنمية على مدى العقود الثمانية الماضية، تتخذ من وسائل التواصل الاجتماعية مقراً لها، وتصر على تصديره إلى ما وراء حدود المملكة. حملتها ضد القرارات الأخيرة للمرأة، وضد مفاهيمها، هدفها أن تعيش المملكة في القرن الحادي والعشرين بجلباب القرون الوسطى. محاولات لم ولن تنجح ؛ لأن هناك اليوم قناعة بأهمية التغيير وعدم معرفة المستحيل وعدم الهدوء والاقتناع بالقليل، فسعودية اليوم غير السعودية الأمس، وسلسلة القرارات نفسها حققت هدفها منذ تولي الأمير محمد بن سلمان مهمة التطوير في حكومة الملك سلمان بن عبد العزيز. الرسالة وصلت للعالم، السعودية ستتسع بالمرأة، ولكلّ امرأة أن تشارك الرجل بسلام واحترام للآخر، ولن تضام بعد الآن.