حمداً لله على نجاة شعب السودان من كبوته..
أنا كمواطن سعودي فرحت فرحاً شديداً للاتفاق الحقيقي الذي وقَّعه المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى «الحرية والتغيير» في العاصمة الخرطوم بصفة نهائية اليوم السبت 16 الحجة1440هـ. وكانت قد انطلقت مراسم التوقيع بحضور إقليمي ودولي لممثلي الدول والمنظمات الدولية، وحينها تم التوقيع على الوثائق النهائية للفترة الانتقالية.
نعم، فرحت لتحكيم السودانيين عقولهم والحرص على حفظ وصيانة وطنهم من التشرذم والانشقاقات، ولا شك أن الإخوة السودانيين أخذوا العبرة من الدول العربية ذات الثورات الربيعية التي لا تزال النيران تشتعل ببعضها والبعض الآخر يهددها ربيع التغيير بالانفراط والسقوط في أوحال ومهابط المشاكل التي إن لم يلجمها العقلاء كما فعل عقلاء السودان فتشتعل نيران الفتن والنزاعات التي قد لا تنتهي كما نراه اليوم في سوريا وليبيا.
ولا شك أن رجال السودان حرصوا على ألا تنزج بلادهم في الوحل الربيعي فيتسلّل إلى وطنهم الخراب والدمار وموت الاقتصاد وشل الحياة بين السكان فها هم عقلاء السودان درسوا الأمر بكل جد وحرص مستعينين بمن يثقون بهم ليخرجوا بنتيجة ناصعة البياض تحفظ عليهم وعلى وطنهم استتباب الأمن واستمرار الحياة ونشاط الحركة. وما توقيعهم على تلك الوثائق إلا أنها ستكون صفعة قوية لمن كان يتمنى أو يتوقّع أن ينجرف السودان إلى الوحل الربيعي، ولذا نقول للإخوة في السودان التزموا بما وقَّعتم عليه واحرصوا على تنفيذه قبل أن تصل إلى وطنكم الأيادي التي عبثت بالشعوب العربية الربيعية، فهؤلاء يتربصون بكم الدوائر وينتظرون الفرص للانقضاض على وطنكم والتدخل في شؤونه ليسعدوا بتدميره واشتعال نيران الفتنة بالسودان وبين أهله، ونحن في المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً واثقون أن الاتفاق سيرسم مستقبلاً مشرقاً للشعب السوداني».
ومن هنا نشكر حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الذي لم يأل الجهد ببذل كل ما يستطيع للم شمل هذا الجار العزيز، وحرص على ألا تعصف به العواصف الربيعية الماحقة، نشكرها على ما بذلته من الجهود للمساهمة في تحقيق تطلعات الشعب السوداني والتوصل للاتفاق، إلى جانب تقديم المساعدات العينية والمالية للتخفيف عن آلام الشعب السوداني، بل إن المملكة تؤمن بضرورة الحفاظ على استقرار السودان وحمايته من أي تدخلات خارجية، التي ربما تؤدي لفوضى عارمة في أوساط الشعب السوداني، فتفقده الأمن والأمان. حماك رب العزة والجلال يا سوداننا وجيراننا الأعزاء.