«الجزيرة» - عمار العمار:
مع تباشير الفرح بمسمى دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للعام الثاني على التوالي مما يمنح الدوري بعداً آخر ليتنافس عليه 16 نادياً من خيرة أندية المملكة وبإثارة منقطعة النظير.. ومع الدعم غيرالمحدود لأندية الوطن عامة وأندية دوري الأمير محمد بن سلمان بشكل خاص وحجم الصرف والتخفيزات المادية..
ومع التطورات المتواصلة والعمل الجبار الذي تقوم به هيئة الرياضة لإظهار دورينا بشكل فائق الجمال..
ومع التحسينات الكبيرة على مستوى الملاعب والدخول في العالم الرقمي لمواكبة التطور والدعم الجماهيري وتسهيل مهمة الحضور الجماهيري بتذاكر رقمية إلكترونية..
ومع دخول الدوري ضمن أفضل الدوريات على مستوى العالم مادياً وفنياً وارتفاع مستوى الأندية بتعاقدات أجنبية مميزة ستثري الساحة الرياضية..
مع كل هذه الأحداث المتوالية والرؤى المستقبلية لتحقيق رؤية 2030، إلا أن الاتحاد السعودي لكرة القدم لازال يغط في سبات عميق ولم يواكب كل هذا التطور بعجزه عن سن آلية واضحة وصريحة ينهي معها جدل الشارع الرياضي حول تاريخ الدوري وإخماد نار الاجتهادات الصحفية أولاً وصد محاولات تشويه تاريخ الدوري السعودي الممتاز من قبل بعض مسؤولي الأندية ومؤرخيها الذين أخذوا على عاتقهم كتابة تاريخ مشوه من أجل رفع عدد بطولاتهم ببطولات لا تمت للحقيقة بصلة لا من قريب ولا من بعيد..
ومع اقتراب الدوري الجديد في عامه الجديد الذي سينطلق غداً الخميس نجد أننا أمام تساؤلات عديدة حول صمت الاتحاد السعودي لكرة القدم عن إظهار حقيقة الدوري التي لن تكون بمثابة اختراع قنبلة ذرية بل كتابة تاريخ رياضي سليم وواضح لماهية الدوري ووضع حد لتجاوزات البعض، متى بدأ الدوري وكم عدد بطولاته حتى الآن ومن هم الأبطال؟، وتعميمها على الوسط الرياضي حتى يعرف المتابع القريب والبعيد تاريخ دورينا الذي يعرف بأنه أقوى دوري عربي وربما آسيوي ومتابع بشكل كبير في الأوساط الخارجية...
بالأمس خرجت أصوات تلاعبت بتاريخ الدوري وضمت بطولات لا تمت له بصلة لم يتصد لها الاتحاد السعودي لكرة القدم بل وقف مكتوف الأيدي حيال ذلك التلاعب، فمن يعرف التاريخ الرياضي يدرك بأن أول موسم للدوري كان في العام 1397 كما هو موثق مما يعني انه سيدخل عامه الرابع والأربعين هذا الموسم، ولكن أمام صمت الاتحاد السعودي وجدنا أن البعض أدخله في موسمه الـ61 بإضافة بطولات دوري المناطق إضافة إلى بطولات كأس الملك كبطولات دوري، كما يحدث مع النصر والأهلي تحديداً وهو ما أوصل بطولات الدوري للنصر 17 بطولة وللأهلي 10 بطولات دوري!!، وهذا مكمن الخلل والخطأ، والخلل الأكبر لدى الاتحاد السعودي الذي لم يخرج أحد منسوبيه ليرد بالحقيقة.
الصمت وعدم إظهار حقيقة تاريخ الدوري سيدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم في مأزق في مستقبل الأيام وربما تظهر لنا أندية أخرى تطالب ببطولات دوري مماثلة وعلى طريقة النصر والأهلي وحينها سيعجز الاتحاد السعودي عن التصدي لهذه التجاوزات.
الأمل لازال قائماً في خروج الاتحاد السعودي لكرة القدم عن صمته المطبق ببيان تفصيلي واضح لمنح أقوى دوري عربي حقه التاريخي وحفظ التاريخ الرياضي من التشويه على طريقة أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي.
فهل يفيق اتحادنا؟؟