عثمان بن حمد أباالخيل
الكبد جزءٌ مهم من أعضاء جسم الإنسان. وهذا الجزء المهم من الجسم دخل في قاموس الحب للتعبير عن المعزة والحب فنقول: «يا بعد كبدي». وكبدي تنطق سبدي. والشاعر حِطّان بن المُعَلَّى قال في قصيدة عن الكبد (وَإِنَّمَا أَوْلادُنَا بَيْنَنَا *** أَكْبَادُنَا تَمْشِي عَلَى الأَرْضِ). كذلك قول: «كبدي تفطر»، و»منور يا بعد كبدي». وعلى النقيض هناك مَن يقول إن الكبد مركز المشاكل والمصائب، ويقال في هذا الصدد «يا ثقله على الكبد»، و»يحوم الكبد»، و»الحب دبلة كبد». إذًا الكبد مركز الحب واللاحب. وهل من المعقول أن يكون كذلك على النقيض أم هو مجرد أقوال متوارثة بين البينين.
الحبُّ نقيض البغض، وهو شعور متبادل بين الطرفَيْن. والسؤال الذي يطرح نفسه: أين مركز الحب؟ أهو القلب أم الدماغ (أم الكبد)؟ وما هو الرابط بين القلب والدماغ؟ الدماغ مركز التحكم بالإحساس والتنفس والحركة والمشاعر، والقلب مركز الحب، والكبد يتكون من أربعة أجزاء غير متساوية في الحجم. يقوم الكبد بـ 500 عملية وظيفية على الدم، وينظِّم كل عمليات ووظائف الجسم، ودوره كبير، وله أهمية كبيرة في الحياة الاجتماعية كافة في مضرب الأمثال.
أعضاء أجسامنا مضرب الأمثال على النقيضين، مرة مثل إيجابي، ومرة أخرى مثل سلبي. ومن تلك الأمثال (بعيد عن العين بعيد عن القلب)، و(غالبًا ما تأتي الدموع من العين بدلاً من القلب)، و(لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه)، و(قلب الأم مدرسة الطفل)، و(إذا غفل القلب عن ذكر الموت دخل العدو من باب الغفلة)، ويقولون: «إن الأذن تعشق قبل العين أحيانًا». وأزيد على قولهم بأن «الذهن قد يعشق قبل الأذن وقبل العين»، و(العين ترجمان القلب)، و(رُبَّ عين أنمُّ من لسان)، و(العين بصيرة واليد قصيرة)، و(ترى العين كل شيء إلا ذاتها)، و(غالبًا ما تأتي الدموع من العين بدلاً من القلب)، و(من السهل أن تخدع العين، ولكن من الصعب جدًّا أن تخدع القلب). أمثال كثيرة، تترجم ما تشعر به أعضاء الإنسان، وجميعها تنقل صورًا جميلة، وأخري غير جميلة.
ومن الطبيعي أن الأمثال التي نحفظها أو نسمعها لم تأتِ من فراغ، وإنما هي أقوال غايتها الحث على سلوك معين، أو التحذير من مغبة السير في سلوك ما. وجسم الإنسان هو كنز من الحكم والأمثال. اللسان عضو مهم وفعّال.. وأختم به مقالي لأهميته؛ فهو ذو حدين.. ومن تلك الأمثلة: «اللسان ليس له عظام لكنه يقتل»، و»من الخير أن تزل قدم الإنسان بدلاً من لسانه»، و»سلامة الإنسان من حفظ اللسان».
نجد أن الأمثال القديمة حاضرة في وقتنا بقوة؛ إذ كان الأجداد يستخدمونها في شتى شؤون حياتهم.
ويبقي كبد الإنسان هو الأكثر في ضرب الأمثال. حمى الله أكبدنا.