بريدة - عبدالرحمن التويجري:
قام صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم صباح أمس، بزيارة مهرجان تمور بريدة، المقامة فعالياته في مدينة التمور ببريدة.
وفور وصول سموه اطلع على حركة البيع والشراء، والتقى بالشباب السعودي من مزارعين وباعة ودلالين وتجار تمور وسط ساحة بيع التمور، كما اطلع على المعارض المصاحبة لفعاليات المهرجان لعدد من الجهات الحكومية والأهلية والجمعيات الخيرية والاجتماعية وسط مركز النخلة.
بعد ذلك بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة والذي بدأ بالقرآن الكريم، ثم ألقيت كلمة المهرجان قدمها المشرف العام على المهرجان الدكتور خالد النقيدان، والتي رحب من خلالها بسمو الأمير والحضور، مشيرًا أن مهرجان تمور بريدة يعد إضاءة مشرقة على مسيرة الحراك الاقتصادي والناتج المحلي لمنطقة القصيم، والذي يمثل المخرجات المالية والأبعاد التنموية في إطار تعزيز ثقافة المهنة وخلق الفرص الوظيفية والمنافذ الاستثمارية المتنوعة.
وأوضح النقيدان أن المهرجان يشهد سنويًا مزيدًا من خطوات التطوير والتحديث في الإجراءات والخدمات وتنوع الفعاليات والتوسع في استيعاب الشباب في مجالات تشغيل المرافق ونقاط البيع المنتشرة في أنحاء المملكة، لافتًا أن عدد النخيل في منطقة القصيم تجاوز سقف الثمانية ملايين نخلة ولا يزال العدد في تنامٍ كبير، مؤكدًا أنه بلغ عدد مصانع التمور في المنطقة 25 مصنعًا تنتج أفضل أنواع التمور في العالم.
وأكد المشرف العام على المهرجان أن حجم المبيعات السنوية في تمور بريدة تتجاوز ملياري ريال، كما أن المبيعات لا تمثل سوى 40 % فقط من كمية التمور المنتجة في المزارع، حيث يتم تسويق النسبة المتبقية خارج المهرجان عن طريق التجار والمزارعين مباشرة أو التخزين للبيع في المواسم المختلفة، إلى جانب وجود أسواق للتمور ومهرجانات أخرى في عدد من المحافظات, مبينًا أن المهرجان يوفر قرابة 4000 فرصة عمل مؤقتة للشباب والشابات بمختلف الأعمار, كما تم تصدير أنواع متعددة من التمور خلال هذا المهرجان لـ18 دولة في الغرب والشرق ودول أفريقيا عن طريق شركات وتجار التمور.
ثم توالت فقرات الحفل حيث ألقيت كلمة المزراعين، ألقاها نيابة عنهم مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم المهندس سلمان الصوينع، والتي أشاد من خلالها بتميز مهرجان تمور بريدة، وبما يقدم للمزارعين من خدمات تعني بالتمور، مشيدًا بدعم سمو أمير منطقة القصيم للمهرجان على الأصعدة كافة.
عقب ذلك ألقيت كلمة الرعاة والتي قدمها يزيد العنقري من شركة سابك، حيث بيَّن من خلالها بضرورة هذه المهرجانات الاقتصادية المهمة والتي تعني بمنتج التمور وتسويقها داخليًا وخارجيًا، لافتًا أن المشاركة بمثل هذه المهرجانات واجب وطني يتشرف به الجميع.
بعد ذلك قدم لسموه والحضور عرضًا مرئيًا يحكي مسيرة مهرجان تمور بريدة، وفي الختام كرم سمو راعي الحفل الجهات المشاركة والرعاة والداعمين وفريق العمل.
وبارك صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم , في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه عقب انتهاء الحفل الخطابي, نجاح هذا الكرنفال والجهود المبذولة من قبل أهالي المنطقة والمزارعين والشركات الذين يعملون ليلاً ونهارًا على تعزيز هذا المنتج, وأهاب سموه على المزارعين كافة بأهمية التعاون مع اللجنة العليا لمكافحة سوسة النخيل, مشيدًا بما قدمه كل المزارعين الذين ساهموا في تحقيق العديد من النجاحات لمكافحة هذه الآفة, مؤكدًا أهمية وجود المستودعات والثلاجات لحفظ التمور طازجة لتوفيره رطبًا للمستهلكين خلال شهر رمضان المبارك.
وأوضح سموه أن العالمية ليست كلمات نرددها بل يجب أن نراها على أرض الواقع للاستفادة بما تمتلكه المنطقة من منتجات من خلال تفعيل المزيد من البرامج للوصول إليها وعبر مثل هذا المهرجان وبأساليب تسعى إلى تعزيز التنافسية لتنمية منتجاتنا الوطنية وتوفيرها في أنحاء العالم كافة, مبينًا سموه أن المركز الوطني للنخيل وهيئة الصادرات السعودية قادران بالتعاون مع الغرف التجارية ووزارة البيئة والمياه والزراعة على إيجاد خطة احترافية لإيصال هذا المنتج إلى العالمية والمساهمة في تعزيز اقتصادنا الوطني من خلال منتجاتنا, مبينًا سموه أن مدينة بريدة تعكس للجميع قوة التنافس والعرض لإبراز هذا المنتج من تمور المنطقة، وهذا يجعل المنطقة أمام تحديات كبيرة نحو تنمية وتعزيز التمور والوصول بها إلى العالمية.
وقال سموه: «إن 300 ألف طن من التمور سنويًا وأكثر من 4 آلاف شاب يعمل و63 ألف سيارة تورد الكميا ت الكبيرة من التمور لمهرجان تمور بريدة يوضح للجميع أن لدينا قاعدة اقتصادية ضخمة لهذا المنتج الوطني، ويجب علينا مواصلة العمل ليل نهار لاستغلاله وتنميته, وأن التكاتف وروح الأسرة الواحدة هي أحد أهم العوامل المهمة نحو تحقيق النجاح, ونفتخر برفع معدل مهرجانات المنطقة للتمور إلى خمسة مهرجانات بعد انطلاق مهرجان الرس للتمور لهذا العام, منوهًا بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ للنخلة والتمور من خلال تشجيع الشباب وفتح المجالات التجارية أمامهم عبر المشاريع المتنوعة, سائلاً المولى عز وجل أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها ونعمها.