علي الصحن
تباينت ردود فعل الجماهير الهلالية بعد إعلان ضم اللاعبين أمير كردي وصالح الشهري لصفوف الفريق الأزرق، فهناك من يرى أن هاتين الصفقتين دون مستوى طموحات فريق يسعى إلى المنافسة على كل الألقاب، وتنتظره استحقاقات صعبة فيها، وهناك من يرى أن الثنائي هو أفضل المتاح في مركزيهما، وأنه لا يوجد لاعب سعودي بارز يمكن التعاقد معه نظراً لارتباطهم بعقود، وصعوبة إقناع أنديتهم بالتفريط بهم، وهو أمر حدث لأندية أخرى غير الهلال، متسائلين ما هي صفقة اللاعب السعودي التي يمكن الإشارة إليها خلال فترة التسجيل الحالية؟
من جانبي أرى أن هاتين الصفقتين تأتيان في منطقة بين المأمول والمعقول، وأن الطموح الهلالي كان يتجاوز ذلك، وأن الهلال يجب أن يبحث عن اللاعب الأفضل مطلقاً، ولس اللاعب المتاح، لكن هذا لا يعني التقليل من شأن الإدارة الهلالية، فلعل لها عذر ونحن نلوم.
هنا أود الإشارة إلى وصف أفضل المتاح الذي ردده كثير من الهلاليين بعد التوقيع مع الشهري وكردي، وأتساءل كما غيري عن نضوب المواهب في الكرة السعودية، خاصة وأن الفئات السنية أصبحت تضن على الأندية بمخرجاتها، ولم تعد تقدم مواهب حقيقية، وهو أمر لا يسر، ويجعلنا نطالب اتحاد الكرة الحالي بأن يعيد النظر في الأمر، وأن يبحث مع المسؤولين في هيئة الرياضة والأندية عن الآلية المناسبة لتقديم مواهب حقيقية للكرة السعودية، ولاسيما في عدد من المراكز التي يدرك الجميع قلة اللاعبين السعوديين الموهوبين فيها، ومنها قلب الحراسة ومتوسط الدفاع والمحور الدفاعي وصناع اللعب ورأس الحربة، وهي مراكز يسيطر عليها اللاعبون الأجانب، والأندية لا تلام في ذلك بالتأكيد، فهي تبحث عن اللاعب الجاهز المتمكن حسب الأنظمة المتاحة.
التساؤل هنا يفرض نفسه حول الفئات السنية وبطولاتها في السنوات السابقة، وهل كان القائمون عليها يبحثون عن الألقاب فقط، دون العمل على تحقيق الأهم وهو تقديم لاعبين أكفاء للفريق الأول، وبالتالي للمنتخبات الوطنية، والمتابع لمسابقات تلك الفئات يلاحظ أن اللاعب يتدرج من مرحلة عمرية لأخرى، قبل أن يرحل إلى ناد آخر، أو يترك الملاعب وهو الغالب.
عودة إلى فريق الهلال وصفقاته، وأشير إلى أن الفريق مازال بحاجة إلى دعم وتقوية في عدد من المراكز أهمها حراسة المرمى والظهير الأيسر والمحور الدفاعي، خاصة وأن المدرب قد أظهر من خلال تبديلاته وتعديلاته وقراراته في مباراتي الأهلي عدم قناعته ببعض الأسماء، وهو أمر يجب تداركه قبل انصرام فترة التسجيل الحالية حتى لا يقع الفريق في ورطة عند أي غياب أو ظرف فني خلال المرحلة المقبلة.