محمد المنيف
نشرت وزارة الثقافة خبرا عن اعتزامها إنشاء أكاديميات لمختلف الفنون و تنوعها وسبل تنفيذها، كما نتوقع أن يكون منها الفنون الأدائية الحركية كالرقصات المندرجة ضمن التراث والفنون الشعبية، وكذا الموسيقى والأغاني والشعر ضمن الفنون السمعية، وكما جاء ضمن الإعلان أو الخبر الذي أسعد الجميع بمبادرات الوزارة بقيادة سمو الأمير بدر آل فرحان أن هناك اكاديمية متخصصة في التراث والفنون التقليدية والحرف التي كما تعرف وعلى المستوى العالمي أنها تخص المنتجات النفعية كصياغة الذهب، وكذا السيوف والخناجر وفي القديم الأواني النحاسية والمعدنية وتصميم الأزياء يبدع فيها صناعها وأصبحت جزءا من ثقافة الكثير من الشعوب تحمل أسماء دول أو مدن.
وإذا كانت أول الأكاديميات تختص بالحرف والحرفيين فإن الأمل كبير أن يكون أيضا للفنون البصرية ومنها التشكيلية حظ وافر بإنشاء كلية تخص المصطلح العالمي (الفنون الجميلة) الذي ظهر عام 1797م وتمت ترجمته للغات العالمية بهذا الاسم ويعني الفنون التي تتعلق بالإبداع والابتكار المنبعثة من الذائقة الديناميكية المتطورة والمحسوبة على الثقافة في كثير من الحضارات ينشأ لها متاحف خاصة المعاصر منها والقديم، تضمنت فنونا سبعة منها الفنون المرئية كالنحت بمختلف خاماته وأدواته والرسم بفروعه والديكور الداخلي والعمارة إضافة الى الزخرفة والتصميم الذي يخدم الحرفيين في جانب الصناعات التي تتعلق بجمال المسكن والشارع.
ومن المؤسف ان هذه الفنون الموصوفة بالجميلة كما أشرنا لفصلها عن الحرف تجد عند بعض المؤسسات أو الجهات التي تقوم على تنظيم المناسبات الثقافية او التراثية إدراجها ضمن الحرف اليدوية مع ما يطلق على معارض النحت وتسمى فنونا ثلاثية الأبعاد مع أن التعريفات أو المسميات لا تتغير عالميا لكل من تلك الفنون، ولذا يأتي الأمل في وزارة الثقافة وفي سمو وزيرها ان يتلقى المبدعون في الفنون البصرية من فنون تشكيلية وتصوير فوتوغرافي والخط العربي والمسرح والأفلام القصيرة وتصميم الدعاية والإعلان والمواقع الالكترونية التي تعد جديدة على ما كانت الفنون الجميلة تشتمل عليه في تلك الأزمنة. وليحمل خريجو هذه الكلية مؤهلا باسم الفنون الجميلة يحدد بعدها الفرع، لا أن يحمل هؤلاء صفة الحرفي مع كل التقدير لكل حرفي مبدع يعيد تراث الوطن ويقدمه للسوق محليا وعالميا.