أحمد بن عبدالرحمن الجبير
مجتمعاتنا استهلاكية، تفضل الاستيراد على الإنتاج، ولهذا ارتبط تفكيرها الاقتصادي بتقلبات أسعار النفط العالمية، مما يجعلها غير مستقرة، ونظرا لتراجع هذه الأسعار وجدت حكومتنا الرشيدة ضرورة الخروج من مأزق هذه المعادلة، بعدم الاعتماد على النفط، أو الانتظار لحين يفقد سعره المؤثر اقتصادياً.
ولهذا كانت الرؤية السعودية 2030م رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صائبة، ومن الضرورة البدء الآن وليس غدا بعملية الإصلاح الاقتصادي، مهما كانت صعوبتها. فالمملكة دولة محورية في المنطقة والعالم، وتمتلك خصائص ليست متوفرة لأي أحد، ولدينا معالم قوة، وبالتالي فإن القرار بالتصحيح الاقتصادي، وفرض بعض الضرائب كان قرارا إستراتيجيا وصائبا، لأن فيه ضمانة للمواطنين ولأبنائهم، فالتخطيط الاقتصادي السليم يتطلب من الجميع أن ينتظر ثمار رؤية المملكة 2030م.
ويجب أن نركز على الإنتاج بديلاً عن النفط، وألا نبقى عالة على النفط، فقد عملت الأجيال الأوائل بكل كد، وتعب قبل ظهور النفط، ورؤية السعودية 2030م هي خطة إستراتيجية للتنوع الاقتصادي، والموارد الأخرى، والتركيز على مواردنا البشرية، وكما قال الملك سلمان - حفظه الله - إن المواطن السعودي هو أساس التنمية السعودية، وهو الثروة الحقيقية المستدامة لبلادنا.
والمملكة قادرة على مواجهة أي تداعيات لتراجع أسعار النفط في ظل الظروف الحالية حتى لو تراجعت أسعار النفط دون 60 دولاراً للبرميل، وهذا التراجع لن يؤثر في ميزانية المملكة، ولن يكون هناك خطر عليها، وهي تحتفظ بحصتها السوقية في أسواق النفط، ولديها احتياطي كبير سيحميها من العجز في ميزانية عام 2019م.
وقد دفعت النتائج الإيجابية لميزانية النصف الأول من 2019م المملكة لتحقيق التوازن المالي وتحقيق ميزانية متوازنة عام 2020م، فإيرادات الميزانية ارتفعت بنسبة 15 % 506.11 مليار ريال، وزادت النفقات بنسبة 6 % 511.8 مليار ريال، وتراجع العجز إلى 5.7 مليار ريال مقابل 41.7 مليار ريال في العام السابق، وأظهرت سلامة التوجه، وتحسن أداء القطاعات غير النفطية.
ونحن نثق في استثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وفريق العمل المتميز بقيادة معالي الأستاذ ياسر الرميان، الذي يقوم بإدارة هذه الاستثمارات الكبيرة، والمتميزة خاصة في مجموعة أوبر، وشركة وويورك، وشركة ارم البريطانية، والذي يُعد مؤشر ثقة في الاستثمار في هذه المجموعات، ومصدر دخل لنا غير النفط.
كما أننا على ثقة كبيرة بقيادتنا، وبالمسؤولين عن القطاع المالي والنفطي، وندعم بكل قوة رؤية المملكة 2030م رؤية سمو ولي العهد الأمين، وتوجيهات الملك سلمان - حفظهما الله - بعدم الاعتماد على النفط، وبناء السعودية الجديدة والمنتجة، والتي ستسخر كل مواردها، وإمكاناتها لصالح الوطن والمواطن.