سهوب بغدادي
فيما بلغ عدد المغادرات دون تصريح من ولي الأمر من منافذ المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية أكثر من 1000 مسافرة خلال الأسبوع الماضي بحسب ما جاء في الصحف المحلية وكان ذلك عقب بدء تطبيق نظام وثائق السفر المعدّل والذي يسمح بسفر المرأة عند بلوغها سن 21 عامًا إضافة إلى تمكين المتزوجين والمبتعثين والموظفين المشاركين في مهام رسمية في الخارج من السفر دون حاجة لموافقة ولي الأمر. إنها ليست مجرد تعديلات لنظام سفر، بل ينتقل منه إلى كونه تصحيح لظواهر اجتماعية عديدة وأكرس في مقالي اليوم ظاهرة الزواج بغرض الابتعاث وإكمال الدراسة أو ما يعرف بـ(زواج المسفار)، بكل تأكيد لن نستمع مجدداً إلى جملة (دورولي أو دورولها عريس) بحيث كان الابتعاث حلماً بعيد المنال عن الفتيات ممن يرفض ذووهن سفرهن دون محرم سواء كانت الأسباب المقدّمة إيجابية أم سلبية فالناتج واحد إلا وهو انكسار حلم واستبداله بحلم أقل من ناحية (وجع الراس) وأتعجب من أمر بعض الشباب الذين يطمحون إلى الابتعاث فتقف الأم العطوف أمام قراره الوجداني بزجه زجاً أليماً في قرار مصيري أكبر، وكأن تحقيق الحلم يتطلب ضريبة قاسية لتحقيقه! أنا لست ضد الزواج ولكنني ضد فكرة الدخول في أكثر من مشروع في ذات الوقت وضد إرضاء وطمأنة أو نقل المسؤوليات والمهام إلى الغير. لن أنسى جملة (دورولي عريس) التي قالتها معيدة في جامعة سعودية اضطرت إلى الزواج المسفاري لكي تبتعث، حيث كان والدها طاعناً في السن ولا يستطيع مرافقتها، هي الآن محاضرة بدرجة الماجستير فعلاً ولكن سرعان ما انفصلت عن زوجها المسفاري عند وصولها إلى الهدف، كان المسفار ظاهرة وغيره العديد من الأبعاد المتخللة في المجتمع والتي طوت عقب القرارات والتعديلات الحكيمة والسمحة، بلا شك أفتخر كوني أنتمي إلى وطن متجدّد على الدوام، وطن أبهرني وأبهر العالم بالوتيرة المتسارعة للارتقاء بحياة الفرد والمجتمع إلى أسمى القمم. شكرًا وطني.