منيرة الخميري
في الطرف الآخر من العالم يتوسد الكثير من البشر الجوع والفقر المدقع.. نشاهد تقارير وإحصائيات وصورًا تمثل قبح وبشاعة الفقر لمجتمعات قد أرهق أجسادها الجوع. للفقر آثار وخيمة على الأفراد، منها سوء التغذية؛ إذ يعاني الفقراء عدم وجود الغذاء، وإن وُجد فهو ليس صحيًّا.
وورد عن سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: «والله لو كان الفقر رجلاً لقتلته».
ولا يزال القضاء على الفقر بجميع أشكاله أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية، وتمثل التنمية المستدامة التزامًا جريئًا بإنهاء المسيرة التي بدأها العالم مع مطلع الألفية الثالثة لإنهاء الفقر بجميع أشكاله وأبعاده بحلول 2030.
صور موجعة للفقر تتناولها وسائل التواصل الاجتماعي، ونتناول أقراص وجعها مع قهوتنا المُرة ونحن نتصفح حياة الرفاهية المفتوحة على مصراعيها.
كم طفلاً بالعالم تحت خط الفقر؟
وعندما يسرق الفقر الأحلام ماذا يبقى لهم؟
أطفال لا يعرفون شيئًا عن الطفولة، فقط غارقون في بحور الفقر والحروب.. أخمدت الحرب ونزاعات الكبار براءتهم.. يحتفلون بطفولتهم في الشوارع والأزقة بدلاً من إطفاء الشموع وتناوُل قِطَع الكيك والتنزه.
كتبت ذلك وأنا في السماء بين الغيوم على متن الطائرة بطريق العودة للوطن. كنت أتصفح مدونتي، ووقعت عيني على نص كتبته في السابق عن طفل يخشى الجوع، ووقفت عند جزء من النص الذي أوجعني كثيرًا كوجعي عند كتابته: «يقرصنا الجوع قبل أن نأوي لفراشنا، ويسرق منا أحلامنا».
عودتي كانت وقت حراك موسمي للتمور في المملكة، وفي منطقتي الزراعية «القصيم» التي تعتبر أكبر الأقاليم المنتجة للتمور ذات القيمة الغذائية العالية؛ وهو ما حرّك قريحتي الفكرية؛ فربطت الثمرة الغنية بالفقر، وهو جزء صغير من حلم كبير بالقضاء على الفقر بالعالم.
في منطقتي الأرض طيبة، والناس طيبون، وقوافل الخير لا تقف، والحلم يتسع.