صيغة الشمري
«لا تجعلوا الحمقى مشاهير» حملة اجتماعية شعواء قادتها قبل سنوات المؤسسات المدنية والنخب المجتمعية في بعض دول العالم الأول للحيلولة من التأثير السلبي الذي يتسبب به بعض تافهي مشاهير التواصل الاجتماعي الذين أصبحوا مشاهير في غفلة من المجتمع وعلى حين غرة، مع ملاحظة بأن المجتمعات في تلك الدول يستخدم أفرادها منصات التواصل الاجتماعي وبالذات السناب شات فقط في محيطهم الاجتماعي ولا يتم إضافة أحد إلا على نطاق ضيق لا يكاد يخرج عن نطاق اهتمامات الشخص نفسه، فمثلاً تجده يضيف فنانه المفضل أو شخصًا متخصصًا التخصص نفسه المهتم به صاحب الحساب، قلة قليلة جدًا ممن يشتهرون عبر منصات التواصل الاجتماعي في الغرب إن لم يكن لديهم مضمون قوي جدًا يستحق من خلاله الشهرة، حتى بالنسبة للفكاهة فلا بد أن تكون ذات محتوى مضحك فعلاً وليس بالطريقة التي تحدث عندنا في أن يجعل الشخص نفسه أضحوكة لجلب المزيد من المتابعين، هناك خلل واضح وغير مفهوم سواء لدى بعض المشاهير أو بعض من يتابعهم، هناك استخدام خاطئ للكثير من منصات التواصل الاجتماعي سواء من ناحية كثرة الأسماء المستعارة أو من ناحية سوء المحتوى وكثرة طغيان الغث على السمين لدرجة قد تصل لاستفزاز الناس عبر تغريدات شاذة ليتم شتمه من خلال بعض المتابعين ليذهب في رفع قضية مطالبًا بتعويض مادي. الجميع متفق على رداءة الوضع في منصات التواصل الاجتماعي ورغم اتفاقنا إلا أننا نتمادى في دعم بعض هولاء السذج والفارغين حتى أصبح مشاهير التواصل الاجتماعي أكثر من عدد مشاهير دول الخليج منذ تأسيسها حتى اليوم، إذ كانت الشهرة في زمن الطيبين لها ما يبررها ولا يمنحها المجتمع إلا لمن يستحقها وإن حدثت تجاوزات فهي لا تتعدى أصابع اليد. أتفهم اندفاع بعض الفارغين ليصبحوا مشاهير في منصات التواصل الاجتماعي، فالغالبية من هؤلاء المشاهير ليس لديهم أي قيمة اجتماعية يفقدونها، لأنه في الغالب يتطلب أن تكون مشهورًا في هذه المنصات أن يكون لديك وقت فراغ كامل، والذين بلا قيمة وحدهم هم من يجدون الوقت الكامل للثرثرة والتصوير عبر تلك المنصات، وهذا لا يعني الجميع. أتفهم جوعى الشهرة والبحث عن أهمية في منصات التواصل الاجتماعي، لكني لم أفهم طريقة تفكير من يستضيف تافهًا كل مجده وشهرته أتت عبر كلمة نابية وخادشة للذوق العام أو عبر كلمات عدة تافهة وسطحية. المجتمع يعاني ضرراً فادحاً من بعض مشاهير التواصل الاجتماعي وضراً أكبر ممن يستضيفونهم ويكرمونهم وكأنهم ذوو قيمة!