خالد بن حمد المالك
ليس غريباً أن يتعرض القادة العظام لحملات مسعورة، ومحاولة إضفاء أكاذيب وتخرصات وتأويلات لإخفاء مواقفهم وإنجازاتهم، ورميهم بتهم باطلة، مع أنه يمكن للعقلاء والراشدين فهم مقاصدها وأسبابها، والاستنتاج على أنها لا تصدر إلا من أشخاص لا يتمتعون بالأهلية العقلية.
**
ومحاولة هؤلاء لإطفاء بريق ووهج ما ينجزه الكبار من القادة، باستخدام المنصات الإعلامية التي أصبحت متاحة للجميع دون حدود، أو ضوابط تمنع هذا الإسفاف في الطرح، زادت وتيرته في الفترة الأخيرة، وأصبح يشكل تهديداً لكل الممارسات والقيم الجميلة في حياتنا.
**
وهؤلاء، هم طبقة مأجورة، تُشترى ضمائرها، وأصواتها، وأقلامها، وكلما تملكه من وسائل إعلامية، مقابل المال القذر للافتئات على الحقائق، والتغريد خارج السرب والمنطق والعقل، ضمن أساليبهم الحقيرة في كل ما يمكن أن يعيق تقدم الدول، وتحسين أوضاعها، في إطار الحرص على جودة الحياة فيها.
**
المؤكد أن المملكة تعد أكثر الدول التي عانت وتعاني من هذه المواقف القميئة، وهذا العدوان الإعلامي السافر، أمام منجزات حضارية كبيرة غيرت صورة المملكة من خلال خارطة الإصلاحات التي تبناها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بما أثلج صدور المواطنين، وأرضاهم، بعد سنوات من الانتظار والتردد، بسبب استخدام ما يسمى بالتيار المحافظ كل الوسائل المتاحة أمامه على مدى سنوات للوقوف ضد أي تغيير، وإبقاء البلاد مكبلة دون أي تجديد، أو تحسين في نمط حياة المواطنين.
**
كل هذا حدث، لأن من يقاوم التغيير إما لأنه يجهل معطياته وانعكاساته الجيدة، وأنه يمثل رغبة الشريحة الأكبر من المواطنين، وقد انجر هؤلاء إلى مجاراة ذوي الأهداف السيئة بالتأييد، دون أن يفطنوا - ربما - على أن هؤلاء مسيرون من دول ومنظمات خارجية تتآمر على بلادنا، ورأت في هذا الحراك الإصلاحي في البلاد فرصة لتشويهه، واستغلاله لإيجاد شرخ في وحدة البلاد وتضامن المواطنين، وهو ما لم يتحقق لهم، ولم يجد استجابة من المواطنين لتحقيق مآربهم.
**
لقد تأكد أن حركة داعش الإرهابية تنشر أفلاماً وصوراً تصور الأمير محمد بن سلمان بالمعادي للإسلام، في حملة تحريضية ظالمة وحقيرة، وعمل خبيث ومدسوس، فيما أن المعروف عن سموه دعمه للإسلام المعتدل، تقابلها حملة أخرى تنشط هذه الأيام بخصوص المناهج التعليمية، ومشروع الطفولة المبكرة، وكلها سياسات عدوانية موجهة، ومواقف مشبوهة، الهدف منها إشغال المواطنين في ما لا مصلحة لهم ولا لبلادهم فيها، وهي حيلة لن تنطلي على أبناء البلاد، أو تمر عليهم دون تمحيص.
**
على أن مثل هذه الأفلام والمعلومات عن تصوير المملكة بمثل ما تبثه داعش مدعوم من منظمات ودول وربما أشخاص، لا تمثل أي قيمة، ولا تستحق حتى الرد عليها، أو إيضاح موقفنا منها، فالرد عليها هو بهذه الإصلاحات التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، وأعلن عنها، ووجدت الترحيب، والصدى الجيد من كل فئات المجتمع، دون إعطاء أي أهمية لما تحاول القوى المعادية أن تناله من سياسة المملكة وإصلاحاتها في كل شأن وفي جميع المجالات.