أحمد المغلوث
بداية أبارك لمنطقتنا الشرقية ولإدارة ناديها الأدبي الموقر افتتاح مشروع مبناه الجديد اليوم.. ولقد شاهدت عبر فديو ما اشتمل عليه المبنى من أقسام مختلفة وُفق فيها المصمم على توظيف المساحات الداخلية لتخدم نشاطات وفعاليات النادي، وهذا يضاعف من حيوية وسهولة الاستفادة من هذه المساحات، فمثلاً القاعة الموجودة في البهو «الاستقبال» بإمكانها أن تتحول لتكون معرضًا مناسبًا لعرض الكتب أو الأعمال الفنية، وكذلك ينسحب على المطعم الذي اتسم بمساحته الكبيرة. وما يجعلك تعجب بما يضمه المبنى من قاعات رحبة ومناسبة ذات خصائص مرنة تستطيع أن تكون مؤهلة ومناسبة جدًا لتوفير الأجواء المناسبة لفعاليات النادي الثقافية والإبداعية، ومن هنا تأتي أهمية المباني والمرافق الثقافية المتميزة لخدمة الوطن كل الوطن. فمناسبات ونشاطات المجتمع في كل منطقة يجعل من وجود مرفق مناسب لاحتواء هذه النشاطات وتلك الفعاليات في المنطقة نفسها أكثر فاعلية وفائدة، وتسهم في الوقت ذاته في تقديم أكثر من خدمة بيسر وسهولة. وليكفل في الوقت نفسه توفير المكان المناسب لأي نشاط أدبي أو ثقافي في آن.. وكم هو جميل أن يسهم مبنى النادي في سد جانب مهم يحتاجه المجتمع الأدبي والثقافي وحتى الاجتماعي، فالمجتمع يتكون من العديد من الأدباء والفنانين والمثقفين وحتى أهل العلم والفكر والمجتمع. لقد شاهدت صورًا متعددة عن مشاهد التقطت لداخل أقسام المبنى أشعرتك بروعة التصميم ودوره في خدمة أهداف وتطلعات النادي. بل وسوف يكون نقطة جذب واهتمام لعشاق وهواة الأدب والثقافة بالمنطقة وما جاورها. فكل ما تميزت به منطقة ما من مرافق «جذابة» ساعد ذلك على أن يكون المبنى وما يشتمل عليه من خدمات ومرافق وفعاليات مقصدًا وهدفًا مهمًا لمختلف أبناء المجتمع.. إنني أهنئ من الأعماق إدارة النادي على نجاحها في اختيار الشركة التي قامت بالتصميم وحتى التنفيذ، وكنت أتمنى من كل شركة تصميم في المنطقة وغيرها عندما تبدأ في تنفيذ تصميم ما أن تستشير أكثر من فنان تشكبلي ليزودهم برؤيته وحتى إبداعه كما كانت تفعل المهندسة العالمية «زها حديد»، فلديها العديد من الاستشاريين التشكيليين الذين ساهموا معها في تحقيق نجاحاتها العالمية من خلال ما قامت به من أعمال وإنجازات هندسية بات يشار لها بالبنان. وهذا ينسحب على المئات من مشاهير المصممين والمهندسين الذي يعملون بطريقة مباشرة وغير مباشرة مع نخبة من الفنانن في العالم. أذكر في أواخر الثمانينات الهجرية عندما زارني الفنان والبرفسور «يو يو يانغ» في مرسمي وأهداني كتابه «المشاهد والحياة»، كان يشير أنه كفنان تشكيلي ومصمم يعمل مستشارًا لكبرى الشركات الهندسية في شرق آسيا وأوربا.. ومع تميز المهندس كدارس إلا أن البعض يفتقدون الحاسة أو الموهبة الفنية. وهذه العبارات لا تقلل من روعة مبنى النادي. إلا أن هناك بعض «الهنات « البسيطة وقع فيها المصمم مع احترامي وتقديري الكبير له ولمن عمل معه. ومع هذا بالإمكان توظيف أشياء إبداعية في المبنى من الداخل والخارج. وكما يقال تأتي متأخرًا أفضل من أن لا تأتي. وألف ألف مبروك للشرقية مبنى ناديها الجديد.. والذي يفتتح يوم عيده الثلاثيني..؟!