د. صالح بكر الطيار
أيام قلائل وتبدأ رحلة جديدة من طلب العلم لطلاب التعليم العام والجامعي، بعد إجازة طويلة كانت بمنزلة استراحة كافية لمعاودة النشاط والجلوس على مقاعد الدراسة بكل همة ونشاط..
اطلعت كثيرًا على البرامج المتعددة التي تقيمها الجامعات السعودية للطلاب والطالبات ضمن الأنشطة المستمرة طوال الفصول الدراسية، وسعدت بجوانب الحرفية في مجلات عدة تتعلق بتعليم الطلاب على ثقافة التطوع وأيضًا توظيف مواهبهم واستغلال مهاراتهم من خلال الأنشطة الطلابية المختلفة..
تمتلئ روزنامة الجامعات بالعديد من المحاضرات والندوات والمؤتمرات طوال العام، وتخصص الجامعات مبالغ كبرى لذلك في سبيل تعليم الطالب وتثقفيه والاهتمام به، وتتنافس الجامعات في ذلك، ولكن الأمر يظل محدودًا بأنشطة معينة، وقد يكون المستهدف منه شرائح قليلة من الطلاب والطالبات، وقد شاهدت أيضًا ما تنفذه بعض الشركات في مؤتمرات التوظيف التي تتيح المجال للطالب والطالبة الجامعية التعرف على الفرص الوظيفية اللازمة التي يحتاجها سوق العمل ويستفيد من هذه المناسبات المتخرج ومن كان على مقاعد الدراسة.
تمتلك جامعاتنا كل أدوات النجاح في رفع مستوى الثقافة المهنية والميول الوظيفي مما يحتم أن يكون لدى الجامعات خطط إستراتيجية لتوفير برامج تعرف الطالب والطالبة بالفرص المتاحة بعد التخرج، إضافة إلى أهمية عقد ورش عمل ترفع مستوى الهمم لدى الطلاب والطالبات من خلال التشجيع على العمل الحرفي والانخراط في الأعمال التي تناسب تخصصاتهم، وكذلك رفع مستوى الوعي بأهمية التدريب واقتران تلك البرامج بتنسيق مع رجال أعمال وشركات لتوفير خط تعاون مستقبلي للإسهام في صناعة فرص وظيفية للخريجين وتمكينهم من الفرص المتاحة أو المستحدثة، مع أهمية أن يكون رجال الأعمال والشركات شركاء نجاح توقع معاهم عقود طويلة من أجل رفع مستوى الثقافة المهنية والمساهمة في تأهيل وتدريب الطلاب والطالبات ومد جسور التعاون مع الجامعات للتعاون المستديم في جانب المهنة والتوظيف. ومن المهم أن تكون هنالك برامج تشجيع الخريجين والخريجات على خوض التجربة في مجال القطاع الخاص مع أهمية عقد ندوات متخصصة تتعلق بأهمية مواءمة هذه البرامج للرؤية السعودية 2030، وأن يتشارك الجميع في إنجاح هذه البرامج والسير بها من تطور إلى آخر لمصلحة الوطن ومستقبل الخريجين والخريجات، ورفع أسهم الجامعات في التنافسية العالمية لزيادة رصيد الوطن في هذا الجانب المهم الذي يعكس العمل التنموي المميز.