د. خيرية السقاف
«غابات الأمازون،
جداول المياه المنسابة، الطيور الجارحة غادية، آيبة،
الزواحف المنقضة، الساكنة،
الأشجار الهائجة الكثيفة..
والإنسان،
على الضفاف، في المخيلة، في التأمل، في ابتكار الحكايات،
في الإيغال بأحلامه، ومخاوفه، وتأمله، واستلهامه،
ممتع بمائها، بخضرة مساحاتها، بهواء امتداها. بزخم مكنونها، بأوهام غموضها، بمخاوف دكنها، ووحشة أصدائها..
بأفكار تهديه فتجوب شخوصا في رواياته،
وبأخيلة تقربها فتحلق عصافير في أشعاره،
وبحضور تمدُّ به فتتشكل عجينة إبداعه، وصور لوحاته، وإيقاع موسيقاه، وكلمات أغانيه، وكفاح أبطال رواياته الكادحين، والحاطبين، المسالمين، والشريرين..
تبعثه من اختناق، وتحميه من جفاف، وتقيه التلوث، وتهبه الجمال، والرهبة، وكثيرا من مفردات الهيبة، والقوة، والصنع الخلاق..
«رئة الأرض» تشتعل فإلى أي مدى؟!، وعند أي نهاية؟!، وما ثم من مآل؟!..
ذات العشرين في المائة من عذب مياه الأرض، ونقي هواء تتنفس الصدور..
ذات المساحة تغطي أربعين في المائة من مجمل الغابات الاستوائية على الأرض
بكل محتوياتها، وكمونها، هذه التي الآن تلتهب، لأسابيع تحترق..
تنذر بالكثير حين لا تزال أرضها تشتعل، وفضاؤها ألسنة نارية، تترمد بما فيها!!..
فأي المآلات للإنسان، للهواء، للفضاء، للمخيلات، للماء، للأجنحة، للجذوع،
للمجرى، للصدى، للجداول، للزاحف، للمختبئ، للمتسلق، للكامن، للطيوف،
للمتأمل، بل للشهيق والزفير؟
أي مآل لرئة الأرض بعد رمادها؟!..
ولإنسان الأرض بعد دمارها؟!..