د.عبدالعزيز الجار الله
لماذا تستمر الحرب في الشرق الأوسط؟ بالتأكيد أن من يشعل حروب الشرق الأوسط هي: إسرائيل وإيران وتركيا، فإسرائيل تفتخر أنها تحتل أراضي عربية، وأنها القوة الأولى والنوعية في الشرق الأوسط، وإيران تفتخر وتدعي أنها تحكم أربع عواصم عربية، وأن قواتها على أبواب ومشارف دول الخليج.
لكن الجانب الآخر ممن يرى خلافًا لاشتعال الحروب في الشرق الأوسط هو ما يراه بعض الساسة والخبراء والمعلقين من أن الحروب تصب خدمتها في:
- مصالح الدول المصنعة للأسلحة والتي تربح من استمرار الحروب.
- ودول مستفيدة من استنزاف دول الشرق الأوسط عسكريًا من أجل إضعافها سياسيًا.
يقابل هذه الآراء من يتعجَّل وقف الحروب في اليمن والعراق وسورية ولبنان وغزة، لأن الحروب:
- مكنت السعودية والإمارات ودول التحالف العربي من أن تكتسب خبرة في الحروب وتتمرس القتال، ودخول جيوشها أجواء الحروب الحقيقية.
- سمحت الحرب لحزب الله والحشد الشعبي في التحرك في الأراضي السورية والعراقية، وسمحت للأحزاب المسلحة في نقل السلاح وتخزينه والحصول على نوعيات متطورة من الذخائر والآليات والصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة.
- أكسبت الجيوش العربية مهارات القتال والمناورة وتطوير الخطط والسلاح.
- إسرائيل ترى أن حزب الله استفاد مهارة وخبرات قتالية من حروب سورية وأصبحت له روح قتالية ودفاعية شرسة.
- إيران ترى من حروب الربيع العربي في العراق وسورية انتصارًا وخروجها من عزلة حرب صدام حسين الثماني السنوات، وهزائمها عام 1980 / 1988م.
- تركيا اعتقدت أن أبواب الشرق الأوسط فتحت لها، بعد أن أوصد وأغلق الاتحاد الأوروبي وإلى الأبد أبوابه لانضمام تركيا لدول الاتحاد الأوروبي، لكنها في موازين الحسابات بدأت مخاوف تركيا من قيام دولة كردية واحدة أو دولة كردية كبرى على حدودها أو على أراضيها.
أذن كل الدول الثلاث إسرائيل وإيران وتركيا، التي اعتقدت أنها انتصرت واستفادت من نتائج الربيع العربي ترى نفسها في حساب الربح والخسارة تمنت أن الربيع العربي حدث سياسيًا لا عسكريًا.