«الجزيرة» - الرياض:
قررت الكاتبة الروائية السعودية سارة مطر طرق باب كتابة الدراما، حيث بدأت مؤخراً، كتابة مسلسل سعودي تحت عنوان «نساء عشن مرتين»، مستفيدة من مسيرتها في كتابة المقالات ومؤلفاتها الستة وأشهرها كتاب «قبيلة تدعى سارة» و»أنا سنية وأنت شيعي - يوميات طالبة سعودية في جامعة البحرين».
المسلسل الذي اتفقت على مخرجه المصري أحمد حسن، وهو من المخرجين الواعدين في مصر، حيث سيقوم على إخراج مسلسل «عازوه الورد يا إبراهيم»، قصة وسيناريو وحوار الدكتور مدحت العدل.
تقول مطر: «منذ سنوات وأنا أحلم بالكتابة الدرامية، مؤمنة تماماً أن العمل الدرامي يلعب دوراً في غاية الأهمية في تغيير عدد من المنظومات الاجتماعية غير المقبولة في المجتمع»، وتضيف: «أنا مؤمنة بأن الوقت قد حان للكتابة الدرامية التلفزيونية، فالمجمتع السعودي بحاجة إلى مشاهدة ما يمكن أن يغير العديد من مفاهيمه»، وهو ما أكدّ عليه المخرج المصري أحمد حسن بأنه يجد قد حان الوقت للعمل لكسب المشاهد السعودي، الذي يتميز بالمتابعة ولديه ذائقة فنية تجاه الأعمال الدرامية، ويشير إلى أن المسلسل هو العمل الأول المشترك بينه وبين السعودية، ويأمل أن تكون هناك أعمال درامية مستقبلية.
مسلسل «نساء عشن مرتين» لا يزال يبحث عن منتج جريء يؤمن بالعمل، وهو عبارة عن دراما اجتماعية، عاطفية، مفعمة بالإنسانية، إلى جانب وجود عنصر الإثارة والتشويق والجريمة، تدور حلقات المسلسل حول ما يدور داخل المجتمع السعودي، رغم الأبواب المغلقة، والقصص غير المعلنة، ووجود عدد من العلاقات الإنسانية المتشابكة، والعلاقات التي تبحث عن الاستقرار العاطفي، لكنها تصطدم بنظرة الخوف من قبل المجتمع.
يتكون المسلسل من 30 حلقة، تدور في أزمنة مختلفة بدءًا من حقبة الخمسينيات وسبعينيات القرن الماضي وحتى العصر الحديث، ويقدم في كل حلقة محطةً منفصلة عن الأخرى يروي في تفاصيلها قضية من القضايا الشائكة، حيث سنتطرق نحو الحب حتى يبدو وكأنه أقرب لأن يكون قضية إشكالية، تتنازعه صراعات مختلفة، ليس فقط بسبب أبطال القصة، وإنما بسبب المجتمع ذاته الذي يحكمه العادات والتقاليد والأب والأخ وحتى أهالي الحي الذي يسكنه الأبطال في المسلسل.
ولأول مرة يتطرق مسلسل نحو دوافع القتل التي تقوم بها النساء في السعودية، وقضية اللقطاء، والقصاص، في إطار لا يمس العادات والقيم المتعارف عليها في المجتمع السعودي، بل يحرص على طرح القضايا بشفافية خالية من التعقيد، مع إثبات وجود حالة الصراع النفسي بين الفرد والمجتمع، وسيعيش المشاهد مع أبطال المسلسل في كل حلقة، حالة من الكفاح بينه وبين الصراع لإثبات قوته الذاتية، مع التأكيد على أنه ليس ضحية ظروفه لكنه هو من يصنع ظروفه الاجتماعية.
كما يتناول المسلسل عدداً من حالات الحب التواقة، التي تنتهي بطريقة دراماتيكية، على الأغلب يلجأ إليها الأبطال لإدراكهم أن المجتمع أحياناً يضطره مرغماً لأن يتنازل عن تكوين أحلامه، بسبب الحساسية الاجتماعية التي تؤدي إلى الهشاشة.