شريفة الشملان
مع التطورات الأخيرة للمرأة صار من الممكن فتح ملفات مغلقة لا مفر من فتحها، والأنظمة التي كان معمولاً بها جاء الوقت لتغيير بعضها، منها ملف فتيات جار عليهن الزمن، فتدخلت الدولة لتساعد في حل الإشكال، ومن ثم برزت إشكاليات أخرى.. هؤلاء الفتيات ممكن أن نقسمهن لأكثر من قسمين:
فتيات لا دخل لهن بمشكلتهن، ووجدت الدولة نفسها مسئولة عنهن فهيأت لهن الدور الاجتماعية من دار حضانة ودور التربية الاجتماعية (دور الأيتام) ومن ثم يتجهن للعمل والزواج وتبقى الدار مفتوحة لهن للزيارات، ولو رغبن للعودة لها في حال حدث إشكالية لهن في حياتهن. وهؤلاء ذاتهن ينقسمن لأقسام عدة:
- ذوات الظروف الخاصة، لا يعرفن الوالدين ولم يحصلن على أسر مناسبة للاحتضان.
- أحتضنّ من أسر وحدث ما استوجب سحبهن أو تخلت الأسر لسبب أو لآخر عن الاحتضان.
- فتيات أدخلن للدار سواء للحضانة أو التربية لظرف آخر كسجن الوالدين، أو اليتم من أحد الوالدين أو كليهما.
- عدم ملاءمة الأسرة الطبيعية للإقامة لسبب أو لآخر..
بخبرتي لمدة سبعة وعشرين عامًا وأستطيع الكلام فيه عن دراية دور الحضانة والتربية بالشرقية، حيث كنت أعمل على رأس الجهاز.
هؤلاء يعشن حياة يمكن أن أقول إنها قريبة جدًا للعادية، يذهبن للمدارس، يتعلمن، يتشاركن برعاية الأصغر سنًا، ويخرجن بين وقت وآخر لزيارة صديقات معروفات لهيئة الدار. واستقبال في نهاية الأسبوع لصديقاتهن. ويشاركن في المناسبات الوطنية والدينية.
ينتهي وجودهن بالدار بالزواج عادة والدار تكون بمثابة بيت الأهل.
حتى آخر علمي لم تخرج فتاة من الدار لتبقى خارج الدار من دون زواج، حتى لو كانت تعمل، ولم تطالب فتاة بذلك (حسب علمي)، لكن مع التغيرات ما أظن لو رغبت فتاة عاملة بالخروج لن يقال لها لا، الدور بحاجة لسعة أكثر. بكوني قد عملت بهذا المجال فإنني أرحب باعتماد البنات على أنفسهن ومعيشتهن. لا يمكن أن تكون الحكومة مسئولة أبد الدهر عنهن. وإنما كما الشباب.
اتحفظ على الأقل لمدة ستة أشهر زيارات ومن ثم يترك الأمر لها. وممكن أن تزور الدار متى ما رغبت، غالبًا أثناء نهاية الأسبوع.
أما التمكين فكنا قد انتهينا منها حتى قبل تركي للعمل حيث تم توظيف بعضهن، والبعض الآخر أكمل التعليم الجامعي، وهناك من هن فوق ذلك.. وحسب علمي الآن بعضهن يعملن في مجالات عدة ومع أغلبهن رخص قيادة واستطاعت بعض الموظفات منهن شراء سيارة يقدنها بأنفسهن.
يسعدني عودتكم لمقالاتي السابقة عن نماذج مشرفة خرجت من دار التربية الاجتماعية بالشرقية وكونت أسرًا جميلة.
انتهت التساؤلات http://worldcup.alriyadh.com/929733
،قيمة الصفر http://www.alriyadh.com/927792
،ملكة في مملكتي http://worldcup.alriyadh.com/930959#
وسيبقى الأثر http://www.alriyadh.com/928952
جهود الهيئة الإدارية للدور واضحة، أكتب وأنا خارج المسئولية وأتابع ما تم من مستجدات، منها أن سيدة فاضلة من أهالي الأحساء تبرعت ببناء مجمع لدار الأيتام التابعة لجمعية فتاة الأحساء، وأحيي بقوة هذه الجمعية ومن قمن عليها سابقًا ولاحقًا. أيضًا فاضل من الأحساء تبرع بمجمع فلل لدار التربية الاجتماعية للبنات الحكومية يشمل فللاً صغيرة ومع مرافق للترفيه والخدامات. هذا مما ساعد على تكوين أسر صغيرة ساعدت أكثر على قرب الفتيات أكثر من البيئة الطبيعية.
في دار الحضانة كانت هناك شقق صغيرة جاهزة تم عملها كأسر مستقلة، فتيات كبار وصغيرات ومشرفة بمثابة الأم المنظمة للحياة داخل الشقة. ونجحت التجربة جدًا، هذا للحق جهود رائعة للقائمات على الدار.
والسؤال الآن الملح ماذا إذا رغبت الفتيات بعد سن الرشد الخروج من الدور، سيكون من السرور أن تعتمد الفتيات على أنفسهن ويخرجن من الدار مؤمنات أمورهن جميعًا، ويخفف عبأ عن وزارة التنمية الاجتماعية من جهة وتتاح الفرصة لخدمة أعداد جديدة ممن يحتجن الرعاية.
كما تساعد اللوائح على التمكين وتعمل الهيئات الرسمية بمساعدة من الأهالي على منح الفرص لهؤلاء الفتيات.
انتهيت من دور الرعاية للبنات وهذه الدور تختلف عن مؤسسات الرعاية الاجتماعية ودور الضيافة ودور الحماية وتلك سأتركها للمقال القادم.
وشكرًا لا حد له لكل العاملات بالميدان وشكر كبر الدنيا للشابات الشجاعات اللواتي حرصن على تأمين مستقبلهن..