خالد بن حمد المالك
لا أجد مِن بين المهرجين مَن ينافس أمين حزب الله اللبناني حسن نصر الله في بيع الكلام، وتسويق نفسه كبطل قومي يملك القدرة على هزيمة إسرائيل، وأنه مَن حرر نظام بشار الأسد في سوريا من قبضة المعارضة والأحرار السوريين، مع أن من قتل الثورة هم الروس الذين أنقذوا النظام بعد أن تهاوى وسقط أو كاد.
* *
هو وحده نصر الله الذي يبيع الكلام، ويُحسن ترتيب المناسبات للبوح بأكاذيبه، وتحضير عناصر حزبه؛ ليسمعهم ما لا يقوله غيره، أو يتحدث به عاقل، أو يصدقه إنسان رشيد، دون أن يفكر بأن أكاذيبه وادعاءاته يمكن حصر تسويقها في سوق النخاسة، ومن دون منافس.
* *
خلال الأيام الماضية حشد أعدادًا من اللبنانيين المغلوب على أمر بعضهم، ومَن هم مخدوعون في البعض الآخر؛ ليزبد ويهدد ويتوعد إسرائيل بأن يفعل بها ما لم يفعله غيره إذا ما كررت عدوانها على الضاحية في لبنان! وكأن إسرائيل قد توقفت ذات يوم عن ممارسة كل أشكال وأنواع العدوان على هذا البلد الذي فَقَد استقراره واستقلاله بفعل الممارسات الحمقى لهذا الرجل المريض.
* *
في خطابه هذا كال الكثير من المعلومات المزيفة عن كل التطورات والمستجدات التي حدثت في سوريا ما لا يصدقه مجنون، فضلاً عن أن يصدقه عاقل، واعتبر أن ميليشياته بدونها ما كان لسوريا أن تنعم باستمرار حكم بشار لها، وأن لبنان دون تدخُّل حزب الله في سوريا كان عليه أن يسلم أمره لمن أسماهم بالتكفيريين.. وهو كلام رخيص وتافه، ولا يتفق مع الواقع، غير أنه يفتح الطريق بمثل هذا الكلام لنقترح عليه بأن يتبنى إنشاء سوق للتهريج؛ لأنه عندئذ سيكون الكاسب الأول بين كل المهرجين.
* *
وفي خطابه اعترف بأن إسرائيل ضربت الضاحية في لبنان مرتين بطائرتين مسيَّرتين، وأنها فجّرت موقعًا لحزب الله في سوريا، ولكنه يرجئ الرد بانتظار الضربات القادمة! متوعدًا بأن إسرائيل لن تنعم بالسلام والاستقرار إذا ما كررت عدوانها؛ وهو ما جعل رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو يسخر من كلامه، ويدعوه إلى حفظ لسانه، وضبط تصرفاته، مستفزًا إياه بكلام جارح، لا يقبل به إلا عميل بامتياز كحسن نصر الله.
* *
إيران هي مَن تسيِّر سياسات أدواتها في المنطقة من الحشد الشعبي في العراق، مرورًا بحزب الله في لبنان، إلى أنصار الله (الحوثي) في اليمن، دون أن تحمي وكلاءها من الضربات الإسرائيلية، سواء ما تم في مخازن أسلحة الحشد الشعبي في العراق، أو مواقع حزب الله في الضاحية اللبنانية وفي سوريا؛ لأن إيران لم تحمِ نفسها من الضربات الإسرائيلية في مواقعها بسوريا؛ فكيف لها أن تحمي غيرها مما تراه إسرائيل مشروعًا يحق لها استهدافه؟!
* *
أذكِّر الجميع بأن حسن نصر الله ليس لديه المقدرة العسكرية والبشرية لمواجهة إسرائيل، وأن التهريج والكلام الذي لا قيمة له إنما يورِّط به دولة صغيرة كلبنان في ما لا نتمناه؛ فالحذر أيها اللبنانيون من الانسياق مع توجهات حسن نصر الله إلى ما يورط بلادكم نحو مزيد من الخسائر بفعل تصرفات رجل أحمق ومجنون، يهمه مصلحة إيران أكثر من لبنان. والعاقل منكم من اتعظ، وأخذ الدروس من المغامرات السابقة لأمين حزب الله العميل الأول لإيران.