علي الصحن
تم افتتاح ملعب الأمير فيصل بن فهد (بالملز) الذي يقع اليوم في وسط مدينة الرياض عام 1392هـ (1972م) وهو يتسع لما يقارب الـ23 ألف متفرج، وشهد خلال الـ47 سنة الماضية عدة أعمال تطويرية، أبرزها تغيير أرضية من العشب الصناعي إلى الطبيعي، وزيادة السعة الجماهيرية، بإضافة المدرج العلوي وذلك في الثمانينيات الميلادية السابقة، كما شهد أعمال تطوير مختلفة لغرف الملابس، والمركز الإعلامي، وإضافة لمقر معسكرات كانت تستخدمه المنتخبات الوطنية في فترة سابقة، وتركيب الكراسي البلاستيكية للمدرجات في العام 2009.
بعد افتتاح ملعب الأمير فيصل بن فهد بـ16 عاماً وبالتحديد عام 1408هـ (1988م) تم افتتاح استاد الملك فهد الدولي، وشكل افتتاح درة الملعب الذي تزامن مع دورة الخليج الثامنة طفرة هائلة وحدثاً تاريخياً للرياضة السعودية، وسمح للمزيد من الجماهير بالحضور للملعب والاستمتاع بفرقها المفضلة، كما استضاف العديد من البطولات العالمية مثل كأس العالم للشباب (1992) وثلاث نسخ من بطولة كأس القارات، فضلاً عن عدد من المنافسات المحلية والإقليمية والقارية.
اليوم مضى على افتتاح استاد الملك فهد الدولي ما يقارب الـ(32) عاماً، أي ضعفي المسافة الزمنية الفاصلة بين افتتاحه وافتتاح ملعب الأمير فيصل بن فهد، وباتت العاصمة السعودية بحاجة إلى ملعب جديد يتوافق مع مستجدات تصميم الملاعب، ويضم أفضل وأحدث الوسائل التقنية والفنية التي تسهم في تطوير صناعة كرة القدم وزيادة جاذبيتها، ومنح مشاهديها فرصاً أفضل للاستمتاع.
يحس المشجع الرياضي بشعور مختلف ومتعة لا تقارن عند حضوره مباراة كرة قدم في الملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، أو ملعب جامعة الملك سعود بالرياض، حيث القرب من الملعب، والقدرة على مشاهدة أدق التفاصيل بما فيها أصوات اللاعبين والأجهزة الفنية، وسهولة تصوير الحدث من المدرج، ونقله للأصدقاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما أن المدرجات القريبة تمنح منظراً هائلاً ومميزاً عند النقل التلفزيوني، وتشجع الناس على الحضور، ولا أدل من نسب الحضور الجماهيري الممتازة في الملعبين وفي جميع المباريات.
هنا أرى من المناسب دراسة إعادة تطوير تأهيل ملعب الأمير فيصل بن فهد بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي في وسط الرياض، وكون المناطق المحيطة به مخدومة بشبكة النقل العام المزمع انطلاقها خلال الأعوام المقبلة، أو ودراسة إمكانية تشييد ملعب جديد في ذات الموقع، أو اختيار موقع آخر مناسب في العاصمة لإقامة ملعب جديد وفق أحدث المعايير، ووسائل الجذب الجماهيري، ولاسيما في ظل تعدد المنافسات والمناسبات التي تشهدها الرياض والأندية التي تمثلها والتي تلعب داخلياً وخارجياً، ولئن كان ملعب جامعة الملك سعود والمستأجر من نادي الهلال قد أسهم في زيادة عدد الملاعب وعدم الضغط على ملعبي الملك فهد والأمير فيصل بن فهد خلال هذه الفترة، فإن الأمر يتطلب من الهيئة العامة للرياضة بحث إضافة ملعب آخر خلال الفترة المقبلة، ودراسة أفضل السبل لذلك.