حلت الممكة العربية السعودية في المرتبة الثانية عربيا من حيث نسبة مستخدمي الإنترنت والهواتف الذكية لحجوزات السفر والسياحة خلال العام الماضي 2018.
وأكد خبراء ومختصون في مجال السياحة الإلكترونية أن التسويق السياحي الإلكتروني في المملكة حقق قفزات كبيرة في العامين الأخيرين وذلك مع ارتفاع مستخدمي الإنترنت في المملكة إلى أكثر من 30 مليون مستخدم في العام 2018م، وارتفاع نسبة التسوق عبر الإنترنت في العام 2018م إلى 49.9%، مقابل 47.90% للعام 2017م، و37.3% للعام 2016م وفقا لإحصائية حديثة لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.
وكشف تقرير لشركة أماديوس السعودية والمسئولة عن توفير الحلول التكنولوجية المتطورة في قطاع السفر والسياحة العالمي أن الرياض سجلت المستوى الأعلى للحجوزات عبر الهاتف الذكي بنسبة 32% تليها جدة بنسبة 31%، مشيرا إلى أن حوالي 40% من المسافرين بمنطقة الشرق الأوسط يعتمدون على شبكات الإنترنت في ترتيب الرحلات.
وأكد التقرير بأن سوق السفر في الشرق الأوسط يتميز بالتنوع بشكل كبير وخاصة عندما يتعلق الأمر بأنواع السفر، كما يعتبر تحديد السعر محركا رئيسيا بقرارات السفر، ولذلك هناك العديد من المسافرين يكونون أكثر عرضة للتأثر بآراء زملائهم وأفراد عائلتهم عوضا عن محركات البحث، ومواقع المراجعات الخاصة بتجارب السفر، ووكلاء السفر أيضاً.
وأبانت دراسة حديثة أخرى لشركة «أماديوس» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المزودة لحلول التقنية والتوزيع في قطاع السياحة والسفر، أن حجم مبيعات السياحة والسفر عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2018 بلغ 78 مليار دولار، استحوذت السوق الإماراتية على الحصة الكبرى منها بقيمة 38.22 مليار دولار، شكلت نحو 49% من إجمالي حجم المبيعات في المنطقة.
فيما حلت السوق السعودية في المركز الثاني بنسبة 19% من إجمالي حجم مبيعات السياحة والسفر في منطقة الشرق الأوسط، بأكثر من 14 مليارا و820 مليون دولار، تليها مصر بنسبة 5%، فيما بلغت نسبة بقية الدول في المنطقة 27%.
وأكدت الدراسة أن منطقة الشرق الأوسط تحقق معدلات نمو كبيرة في حجم الحجوزات الإلكترونية، إلا أن معدلات الانتشار لقطاع السفر عبر الإنترنت على مستوى العالم لا تزال متدنية، متوقعة أن تسجل المنطقة نمواً سنوياً بنسبة تصل إلى 14% حتى عام 2022، لتصبح بذلك ثاني أسرع أسواق السفر عبر الإنترنت نمواً على مستوى العالم.
وأظهرت الدراسة أنه تم إجراء 33% فقط من حجوزات السفر عبر الإنترنت في عام 2018، مقابل 67% عن طريق القنوات الاعتيادية، وهي نسبة لا تزال كبيرة في المنطقة مقابل الحجز الإلكتروني»، مشيرة إلى أن حصة حجوزات السفر عبر الإنترنت كانت تصل إلى 25% في عام 2015.
وذكرت الدراسة أن منطقة الشرق مؤهلة لتحقيق نمو لافت في قطاع السفر عبر الإنترنت، متوقعاً إجراء 44% من إجمالي أنشطة السفر في المنطقة عبر الإنترنت بحلول عام 2022، مشيرة إلى أن السعودية والإمارات والكويت تتصدر قائمة أكبر الأسواق نمواً في حجوزات السفر عبر الإنترنت.
كما توقعت أن يصل إجمالي حجم مبيعات الحجوزات عبر الإنترنت بحلول عام 2022 إلى نحو 100 مليار دولار، ارتفاعاً من 76 مليار دولار في عام 2018، مشيراً إلى أن معدلات النمو في المنطقة مبشرة للغاية خلال السنوات المقبلة، في ظل المؤشرات المتاحة.
وفي هذا المجال أوضح الدكتور حسام درويش الأمين العام المساعد للسياحة الإلكترونية والتدريب بالمنظمة العربية للسياحة أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن 40% من حجوزات الفنادق ومعروضات السياحة عالميا تتم عبر الإنترنت، و59% من السائحين الآسيويين يقومون بحجز رحلاتهم السياحية عبر الإنترنت، وأن 60% من السياح المسافرين للترفيه و41% من المسافرين من رجال الأعمال يقومون بترتيبات السفر الخاصة بهم، بشكل عام عبر الإنترنت، كما أن التسويق السياحي الإلكتروني يوفر 30% من تكاليف السفر.
كما تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 148.3 مليون شخص حول العالم يستخدمون الإنترنت لترتيب حجوزاتهم السياحية والفندقية، وأن إيرادات الحجوزات عبر الإنترنت نمت بمقدار 73% عن الخمس سنوات الماضية.
فيما كشف تقرير توقعات مؤشر سيسكو السنوي العاشر للشبكات المرئية، أن منطقة الشرق الأوسط في موقع مثالي لتعزيز واقع المجتمع الرقمي وبيئة الأعمال الرقمية، حيث سينمو مجموع مستخدمي الإنترنت في المنطقة بمعدل 1.6 ضعفاً ليصل إلى 425 مليون مستخدم بحلول العام 2019، أي ما يعادل 27% من مجموع السكان، ويتوقع أن تحقق المملكة العربية السعودية أيضاً أعلى معدلات النمو في استخدام الإنترنت بحلول العام نفسه. وذلك بفضل تنامي الطلب على الأجهزة النقالة، واستخدام الفيديو، وشبكات التواصل الاجتماعي. ومن المتوقع أني يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم نحو ثلاثة مليارات و900 مليون مستخدم في هذا العام 2019، أي ما يزيد على 51% من عدد سكان العالم.
من جهته قال يانس ثرين هارت مدير استراتيجية الإنترنت في فنادق «فيرمونت» إن التسويق السياحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر بمثابة المفتاح الرئيس الذي يحقق أهداف أي مؤسسة، حيث يشمل تحديدا دقيقا لاحتياجات الأسواق المستهدفة ، وضمان التفاعل الإيجابي مع متطلبات الراغبين في مواجهة المنافسين، مضيفاً أنه من خلال وسائل التواصل مثل(الفيسبوك، التويتر، جوجل) يمكن للجميع التعرف على معظم مواقع السياحة العالمية من خلال متابعة الصور الإلكترونية ومقاطع الفيديو، وتبادل المعلومات والمناقشات مع الأصدقاء والتعرف على عادات وتقاليد البلد المستهدف للسياحة، وبالتالي يمكننا من خلال هذه الوسائل السفر إلى البلدان التي نريدها افتراضياً ونخطط بشكل دقيق مسار الرحلة ونحجز في الأماكن التي نفضلها، وعبر استعراض الخدمات السياحية المقدمة بالفنادق والمنتجعات والمطاعم ومواقع الزيارة.