د.عبدالعزيز الجار الله
اليمن هو قاعدة الجزيرة العربية، وهو آخر يابسة جنوب غرب آسيا، وهو عقدة المواصلات خطوط التجارة والطرق البحرية حيث يربط اليمن المحيط الهندي ببحر عمان وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، أي أن اليمن يجمع جغرافيا بين روابط عدة:
- نهاية يابسة الجزيرة العربية.
- الطريق البحري الذي يربط مياه المحيط الهندي بمياه البحر الأبيض المتوسط عبر البحر الأحمر.
- يربط مياه الخليج العربي وبحر عمان يربطها بمياه المحيط الهندي.
كما أنه يجمع بشريًا روابط سكانية متعددة من العرب اليمنيين، ويجاورهم من الغرب سكان شرقي إفريقيا، ومن الغرب عمان ومن خلفهم الخليج العربي والساحل الإيراني وشعوب الباكستان وآسيا الوسطى، ومن الجنوب شعوب جزر المحيط الهندي.
من هذه التركيبة الجغرافية والسكانية لن تسمح السعودية في هذه المرحلة من الصراع والنزاع في اليمن، ولن يرضي التحالف العربي، أن يصبح اليمن أكثر من يمن، وأن يقسم اليمن إلى دول فدرالية أو حكم ذاتي أو أي نوع من التقسيم، الطروحات تأتي بعد تطهير صنعاء وصعدة من الحوثيين.
الحدود السعودية اليمنية 1327 كيلومتر والمعابر والمنافذ الحدودية هي: الطول، علب، الخضراء، الوديعة. والحدود البحرية مجاورة في البحر الأحمر، لذا فالمملكة هي الجهة المعنية في مشروع اليمن القادم، يمن موحد أو أي صيغة يراها الشعب اليمني، فالمملكة لن تدع اليمن براميل بارود تتفجر على حدودها كل لحظة أو حرب استنزاف لا تتوقف، أو كرة من نار تتقاذفها الأيادي، ثم تتحول حدودنا البرية 1327 إلى خط نار وقلاقل تتحكم به إيران والميليشيات الحوثية، والأحزاب اليمنية المتصارعة.
قضية اليمن ليس قضية عابرة وحلها توافقي يمكن نقضه في أي مرحلة من الصراع، لابد من شرعية ونزع السلاح من الأحزاب، وتجريد السلاح من الميليشيات كما هو حال حزب الله الذي يسيطر على السلاح والقرار، تكرار حزب الله لن يكون في اليمن، لأنه لا يمكن أن تكون حدودنا مهددة ومحاصرة من الجنوب بالحوثي، ومن الشمال تهدد حدودنا ميليشيات الحشد الشعبي العراقي والإيراني.