خالد بن حمد المالك
إعلان وزارة التعليم عن مدارس الطفولة المبكرة، وتدشينها برعاية أمير الرياض، وتقديم كل التفاصيل عنها، واطلاع وسائل الإعلام على نموذج من هذه المدارس التي تم الانتهاء من بنائها وتأثيثها، والتأكُّد من جاهزيتها، ثم ما تم تداوله من معلومات مهمة عنها على لسان الوزير الدكتور حمد آل الشيخ وعدد من المسؤولين، كل ذلك يضعنا أمام خطوة مهمة في تحسين جودة التعليم، والاهتمام بالطفل منذ سنواته المبكرة، وهو ما لا يمكن تصوره إذا ما قورن ذلك بما كان عليه الحال من قبل.
**
في جولتنا بإحدى هذه المدارس التي تم تدشينها وجدنا فيها ما هو أبلغ من الكلام، وأصدق وأدق من كل الصور التي تم تداولها عنها، مباني فيها كل متطلبات هذا النوع من المدارس، توازي وتماثل ما هو موجود في دول العالم المتقدم تعليميًّا، وأثاثًا على أعلى مستوى من حيث الجودة واختيار الألوان وعناصر الترفيه التي سيجدها الطفل الصغير وهو يتلقى تعليمه المبكر. يساعده على ذلك أنه سيكون في رعاية وعناية معلمة، تقوم بدور الأم في تربيته وتعليمه وبناء شخصيته.
**
لقد روعي في المباني خصوصية هؤلاء الأطفال، من حيث دورات المياه، ونوع النشاطات، وسلامة الحركة داخل مباني المدارس، واختيار الألوان المريحة لمن هم في عمرهم، وتوفير كل الأدوات والكتب التي تلبي اهتماماتهم، وجعل المدرسة كما لو أنها بيئة سياحية تعليمية جاذبة وفائقة الجودة، ضمن التوجُّه الذي رسمته رؤية المملكة 2030 في نقل التعليم إلى مستويات متقدمة؛ وهو ما جعل الوزارة تجتهد خلال الشهور الماضية في عمل متواصل لإحداث ثورة في تجديد الأنظمة، والتغيير في المناهج والقيادات العليا للوصول إلى تحقيق أهداف الرؤية، بالتعلم والتعليم معًا.
**
تقول الوزارة إنها قامت بجهود مضنية لبناء وتجهيز أكبر عدد ممكن من المدارس والفصول والقاعات الدراسية في مدارس الطفولة المبكرة، وأنها سوف تطبِّق إسناد تدريس الصفوف الأولوية إلى المعلمات، وهو ما لاحظناه خلال الجولة التي صحبنا فيها معالي الوزير إلى إحدى هذه المدارس، إلى جانب مشاهدتنا العرض المرئي خلال رعاية أمير الرياض لهذا التدشين. لكن ما هو أهم أن من سيتولى تدريس هؤلاء الطلاب والطالبات الصغار معلمات متخصصات بتدريس الصفوف الأولوية.
**
والوزارة إذ تدخل هذا المعترك الجميل فإن أهدافها في العناية بالطفولة المبكرة كثيرة ومهمة.. وكما تم الإعلان عنه فإن من أبرزها تطوير المواهب، وبناء الشخصية، وتعزيز دور المعلم، ورفع تأهيله، وإعداد مناهج تعليمية متطورة، تركز على المهارات الأساسية؛ لكي تسهم هذه الخطوة في دفع عجلة الاقتصاد، وتجويد تدريس الصفوف الأولية (بنين وبنات)، التي تشتمل على رياض الأطفال؛ وهو ما يعني ضرورة أن تؤهَّل المدارس القائمة، ويُستفاد من الفراغات في بعضها؛ لتتناغم مع هذا التوجُّه إلى جانب المدارس الجديدة.
**
هذه المبادرة في معالجة جسم التعليم من بعض علله سوف ترفع من نسبة التحاق الأطفال برياض الأطفال، مع ردم الفجوة في التدريس بين رياض الأطفال والصفوف الأولية، وكذلك زيادة تأنيث تدريس صفوف الطفولة الأولية، ورفع كفاءة استخدام المباني المدرسية. وضمن تخطيط الوزارة فإنها تسعى لتوفير فصول دراسية جاذبة وملهمة لكل من البنين والبنات، وفق خيارات متنوعة؛ إذ سيتم تأهيل 3313 فصلاً دراسيًّا لرياض الأطفال لاستيعاب 82825 طالبًا وطالبة، وتجهيز 3483 فصلاً دراسيًّا للصفوف الأولية في مدارس الطفولة المبكرة لاستيعاب 80675 طالبًا وطالبة. وهذه الخطوة سوف توفر 2108 مليارات ريال في تكلفة المباني.
(يتبع)