د.عبدالعزيز العمر
على المستوى الشخصي للأفراد يصاب الناس بالملل والسأم والضجر عندما يشعرون أن حياتهم الخاصة باتت رتيبة تكرر نفسها بلا أي جديد، وبلا أي تحدٍ يستثير اهتماماتهم ويستحث طاقاتهم، وعموما ليس هناك أسوأ على الناس من أن يكون اليوم بالنسبة لهم مثل الأمس، وأن الغد سيكون غالبًا مثل اليوم. وعندما ينتقل مثل الحس المدمر إلى منسوبي مؤسسات التعليم فقل على التعليم السلام، والحديث هنا تحديدًا عن مهنة التعليم وأحداثها وممارساتها اليومية التي تجري يوميًا داخل المدرسة. لا شك أن التعليم في المدارس ينحدر ويتراجع عندما تتحول المهام المطلوبة من المعلمين ومن الطلاب إلى مجرد بروتوكولات وطقوس يومية تؤدى بطرق جامدة لا روح فيها، بل خالية من أي تحدٍ يتطلعون إلى كسبه، فالأيام الدراسية بالنسبة لهم مجرد نسخ متطابقة من بعضها، فلا جديد قادم ينتظره المعلمون أو الطلاب، ولا تحدي مهني على المستوى الفردي أو الجمعي يتطلع منسوبو المدرسة إلى مواجهته وكسبه. والأسوأ من ذلك أن المدرسة لا تحافظ فقط على تناسخ أيامها وتكرار طقوسها اليومية، بل تحافظ أيضًا على تناسخ مخرجاتها من الطلاب لتصبح تلك المخرجات كأسنان المشط. فالمسارات التعليمية والبرامج الدراسية محددة سلفًا لجميع الطلاب دون أي مراعاة للتمايز والاختلاف الطبيعي بينهم. السؤال الذي نطرحه: هل ستدخل مدارسنا اليوم الأحد في حلقة مفرغة جديدة، أم أن هناك تحديات جديدة يتطلع منسوبو المدارس إلى كسبها.