رمضان جريدي العنزي
حسن نصر الله، تاجر كلام ليس إلا، يجيد هذه المهنة ويمارسها منذ أمد طويل، يتقنها ويحترفها بشكل دقيق ومميز، الحقائق والمعطيات على أرض الواقع واضحة وجلية، لكنه يحاول أن يسوفها ويطمسها بلغة ركيكة، ومفردات عرجاء، ولسان الثغ، وحركات بهلوانية تظهر على اليد والعين وتضاريس الوجه، إن التجارة فن ومهارة تحتاج إلى الإجادة والإبداع في فن الكلام حتى يقنع من ينوي أو يفكر في الشراء، لكن حسن نصر الله صدع رؤوسنا بكلامه المكرر دون أدنى فائدة، وكأنه في سباق محموم لتحطيم الرقم القياسي بالظهور على شاشة التلفزيون، يبيع الكلام (البلوشي) والمنمق في بازار الرخص على الناس البسطاء والمريدين بطرق وأساليب مختلفة، تحريضًا وتسقيطًا ووعيدًا كاذبًا، اعتقادًا منه أن كل الناس بسطاء ومريدون، إن لحسن نصر الله قدرة عجيبة على عجن الكلام، ولوي الحقائق والوقائع بدون وجل ولا خجل، اللبنانيون يبحثون عن قطرة ماء نظيفة ليشربوها، وطرق وساحات خالية من النفايات، وكهرباء لا تنقطع، وخدمات ورواتب وصحة، ومعالجة الفقر والتشرد والتنمية، وهو يتحدث بأنه سيفعل بإسرائيل الأفاعيل التي لم تفعل، سيجعل الدماء فيها تسيل أنهارًا، سيدمرها وسينهيها إلى الأبد، منذ زمن طويل جدًا وحسن نصر الله يملأ الأرض صراخًا وعويلاً عن لبنان والعروبة والعقيدة والدين، وعند أول ضربة من إسرائيل يفر فرارًا مخزيًا ويختفي في كهفه المظلم المتين، وهكذا هي طبيعة الجبناء، لا يجدون سوى الكلام الرخيص، يبيعون أرضهم وأهلهم مقابل نزوات شخصية ويهربون من ملاقاة عدوهم مقابل أهواء مرضية وزعامة واهنة، إن بيع الكلام للناس يعد عملاً عبثيًّا وجباناً ومستغلاً، وصاحبه في الدونية في المجتمع بالدرك الأسفل، إن الثرثرة المجردة عمل من لا عمل له، وما يقوم به حسن نصر الله ويلوكه ويعيده ويكرره ويتمنطق به، ما هو إلا ثرثرة لا تسمن ولا تغني من جوع، مهرج يجيد التهريج، ليس لديه حكمة، ويرفض أن يتعظ، حسن نصر الله تجاوز كل الحدود في الكذب والزهو والغرور والانتفاخ والاستعلاء، ولن يذوق لبنان طعم الأمن والأمان والسلامة وهذا الأفاك غارق إلى أذنيه بالذاتية والنرجسية العالية، لا يهمه سوى الحفاظ على موقعه ورتبته وراتبه وامتيازاته ومكاسبه الخاصة، بعيدًا عن هموم اللبنانيين واحتياجاتهم ومتطلباتهم وأحلامهم وأمانيهم، هذا الرجل يكذب بصفاقة، ولا يعشق الحقيقة، ولا سبيل لخلاص اللبنانيين من هذا الكابوس التلي، إلا بالإرادة القوية في رفض بهت هذا الرجل وخداعه الذي مارسه عليهم عقودًا طويلة دون أن يجلب لهم سوى مزيد من الخراب والويل والدمار والفرقة والتشتت وسوء الحال.