خالد بن حمد المالك
بنهاية عام 2030 ستكون نسبة الالتحاق في مرحلة رياض الأطفال قد تعدّت حاجز الـ95 %، وبذلك تكون وزارة التعليم قد نجحت في تمكين كل طفل سعودي من الحصول على فرص التعليم الجيد وفق خيارات متنوعة.. ومن خلال اهتمام الوزارة بالمهارات الأساسية في مناهج تعليمية متطورة، ضمن أهداف أخرى كثيرة يستفيد منها طفل الروضة في المستويين الثاني والثالث، والصفوف الأولية: الأول والثاني والثالث، وكلهم من الجنسين، ستكون الفرصة متاحة ليمتد هذا الاهتمام إلى الإسهام في تطوير فرص النمو المهني للمعلمات، وقيادات المدارس، وتوفير البنية التعليمية والتربوية المناسبتين، وفق ما تم الكشف عنه في حفل التدشين.
* *
ولن يقتصر الاهتمام بالطفل سواء في رياض الأطفال، أو في الصفوف الأولية على المدن الرئيسة.. فالتوجه الذي تقوده الوزارة ينحو مع الوزير الجديد الدكتور آل الشيخ نحو توسيع فرص الالتحاق جغرافياً لرياض الأطفال في جميع مناطق المملكة، وسوف يصاحب هذا الاهتمام إيجاد إطار علميٍّ وتطويره لتوفير التعليم للطفولة المبكرة بكفاءة عالية. وقد تطلّب ذلك مراجعة الوزارة للسياسات التعليمية في المملكة ذات العلاقة بهذه المرحلة، ومقارنتها بالتجارب الدولية والإقليمية، ومعالجة أي ثغرات أو فجوات قد توجد، ضمن الجهد المبذول لتطوير وتحسين جودة التعليم في الطفولة المبكرة.
* *
تقول الوزارة ضمن رسائلها عن مميّزات إسناد تدريب الصفوف الأولية بنين للمعلمات، وفقاً للدراسات العلمية والأدبيات في مجال الطفولة المبكرة: إن انتقال الأطفال من التمهيدي إلى الابتدائي سوف يتم بسلاسة وسهولة، وإن المعلمة لديها القدرة على احتواء الطالب في هذه المرحلة الدراسية.. لأن الطفل في هذا العمر يحتاج إلى معلمة تحتضنه تربوياً وتعليمياً كحضن أمه التي ستكون لديها سهولة في الاتصال بالمعلمة وذلك لمتابعة تقدم الطفل دراسياً.. وهو ما تم عرضه أمامنا بالصوت والصورة والرسومات، وما تحدث به الوزير آل الشيخ أمامنا في لقاءٍ موسع.
* *
هناك الكثير مما يمكن أن نقوله عن هذه الخطوة المتقدمة الجديرة بالثناء.. لكن ما هو غير المعلن - وهو مهم جداً - ما تحدث به الوزير وطلب منّا عدم الخوض فيه أو الحديث عنه إلى حين استكماله.. فهناك ما يبشر بخطوات تعليمية مهمة، لوضع اليد على كل جزئيات الحسم التعليمي، ومعالجة القصور التعليمي الذي عانى منه طويلاً.. والذي يعرف الوزير الدكتور حمد آل الشيخ، يعرف فيه إخلاصه ووطنيته وصدقه وصراحته.. كما أنه ابن التعليم، ويعرف من أين يتم إصلاح التعليم، وأين هي الوسائل المتاحة لإنقاذه.. وهو الآن لا يتحدث إلا عن التعليم العام، ويكرس فيه كل خطواته الإصلاحية كونه الأساس.. لكن التعليم الجامعي له وقته، وله علاجه، وفي الطريق تتجه البوصلة لإيصال مبضع الجراح إليه.