(كن كالجبل).. هذه العبارة كثيراً ما نواسي بها إنسانًا أصابه الضعف واليأس، هناك من يرى الجبل بنظرة دون الآخر، فبعضهم يشبهونه بالصمود والثبات أو بالقسوة والجفاء.
وهذه صفات صحيحة ميز الله بها الجمادات، فالجبل يتصف بالثبات والقسوة، بينما البحر يتصف بالقوة والعلو، لكن لا يجب على إنسان أن يبقى ثابتاً على الدوام، يحتاج للتغيير، أو أن يتلحلح قليلاً!
ولا يكون كالبحر، لا يهدأ أبداً فيرهق نفسه دوماً.
لا تخالف طبيعتك كإنسان مهما كانت الظروف، فأنت لست من حجارة، لتكون كالجبل، ولست من ماء لتكون كالبحر، أنت روح خلقها الله من تراب رقيق، وحتى لو كان علينا أن نصبح كالجمادات لأصابنا الضعف، فالأرض رغم تحملها لهذا الكم الهائل من البشر، وكل شيء فوق رأسها، ومع ذلك تغلبها البراكين وتباغتها الزلازل، وحتى البحار لطالما تصفعها الأمواج بين الفينة والأخرى، ومن الجبال كثيراً ما تفتت من قطرات المطر!
وما نحن إلا كائنات صغيرة مهما تظاهرنا بالقوة فإننا قد نضعف، نتوجع، ونمرض، ونهلك.
ليس عليك كإنسان أن تتخذ من ذلك الجماد قدوة، لا ترهق نفسك لتصبح بتلك الميزة بأن تتحمل فوق طاقتك، أو تصمد حتى على ما لم تستطع، أو تثبت على شيء لا يغير منك، إنك إنسان لك خصائص ميزك الله بها، لذا يا أنت كن أنت.