عبدالله العمري
أعلن المدرب الجديد لمنتخبنا الفرنسي هيرفي ريناد الذي تعاقد معه الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخرًا تشكيلته التي سيخوض بها الجولة الأولى من التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2022.
وسيستهل الأخضر مشواره بالتصفيات أمام المنتخب اليمني في العاشر من سبتمبر الحالي بمدينة الدمام.
التشكيلة التي أعلنها ريناد ضمت مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب الذين قدّموا مستويات لافتة مؤخرًا مع أنديتهم، وهي بالفعل أسماء معظمها تستحق الانضمام للأخضر.
الجميع يعلم أن منتخبنا ظل أشهرًا طويلة بدون مدرب رسمي بعد إلغاء عقد المدرب السابق الأرجنتيني بيتزي، وهذا بكل تأكيد سيكون له ضرر كبير على مستوى المنتخب السعودي في التصفيات المقبلة، وهو خطأ كبير، يتحمله بالمقام الأول الاتحاد السعودي السابق.
لذا فالوقت سيكون ضيقًا جدًّا أمام مدرب منتخبنا الحالي الفرنسي ريناد على الأصعدة كافة، بداية من اختيار أسماء اللاعبين؛ فهو لم يتمكن إلا من مشاهدة جولتَين فقط من منافسات الدوري المحلي، مرورًا بمرحلة إعداد وتجهيز الأخضر لمعترك المنافسات والمباريات الرسمية التي تحتاج إلى وقت طويل لكي يتمكن اللاعبون من تشرُّب وفهم الأسلوب الفني الذي يريد المدرب تطبيقه مع اللاعبين الذين وقع عليهم اختياره.
وأعتقد أن مدة أربعة أيام، هي فترة معسكر الأخضر الإعدادي قبل مواجهة المنتخب اليمني في بداية المشوار، غير كافية أبدًا للفرنسي ريناد لتطبيق جميع أفكاره مع لاعبي الأخضر، وفيها ظلمٌ كبيرٌ، سواء له هو بوصفه مدربًا، أو حتى للاعبين الذين يحتاجون إلى وقت لكي يفهموا أسلوب مدربهم الجديد عليهم، والجديد على الكرة السعودية.
لهذا، ومن هذا المنطلق، يجب على جميع الرياضيين، سواء إعلاميين أو جماهير، أن يمنحوا مدرب منتخبنا الجديد هيرفي ريناد الفرصة الكافية؛ لكي تظهر بصماته على منتخبنا؛ فهو مدرب كبير، ويملك سيرة تدريبية مميزة وحافلة بالعديد من الإنجازات والبطولات مع العديد من المنتخبات الإفريقية التي أشرف على تدريبها؛ فهو المدرب الوحيد الذي حقق كأس بطولة أمم إفريقيا مع منتخبين مختلفين، وكذلك نجح في قيادة المنتخب المغربي بالتأهل إلى كأس العالم 2018 التي أُقيمت في روسيا بعد غياب طويل للمنتخب المغربي عن التأهل.
فالحُكم المتسرع على الجهاز الفني الجديد للأخضر السعودي ربما يُفقدنا مدربًا مميزًا، وسيجعلنا نعود للدائرة السابقة نفس، وهي تكرار إقالة المدربين الذين يتولون الإشراف على منتخباتنا، وهي الظاهرة السيئة التي أفقدت الكرة السعودية هويتها الفنية؛ لذا يجب أن نمنح الفرنسي ريناد الفرصة الكاملة، والأهم من ذلك أن نحدد معه الأهداف المطلوبة منه بوصفه مدربًا لمنتخبنا؛ لكي نستطيع أن نقيّم عمله التقييم الصحيح البعيد عن الأحكام المتسرعة التي نربطها دائمًا بنتائج المباريات فقط التي أفقدتنا العديد من المدربين المميزين.