إيمان الدبيان
من لا يتغير للأجمل لن يتقدم، ومن لا يتطور للأفضل لن يتعلم، ومن عاش اللحظات الأولى لانطلاقة بداية العام الدراسي لهذا العام سيجد كل تطور، وتقدم في وزارة التعليم بشكل ملحوظ، وواقع ملموس، يراه ويسمعه ويحس به أولياء الأمور، والطلاب، والطالبات، والكوادر التعليمية بشكل عام في مختلف المجالات وفي جميع التخصصات والأمثلة على ذلك كثيرة منها: إلغاء التقويم المستمر في المدارس الابتدائية، إسناد تدريس الصفوف الأولية بنين لمعلمات متخصصات، توفير الكتب لجميع مدارس المملكة قبل انطلاق العام الدراسي، توفير الميزانية التشغيلية للمدارس قبل عودة الطلاب والطالبات، تسليم أول مبنى للطفولة المبكرة من المباني الصينية المتعثرة لسنوات طويلة في مجمع طويق التعليمي، تغيير بعض المناهج والتركيز على حضارة المملكة وتاريخها العريق ودَحْض إفتراءات الأتراك الكاذبة ضد الدولة السعودية، والكثير الكثير من التطورات والتغييرات الرائعة التي جعلت التعليم ملامسًا للواقع الاجتماعي، والتاريخي، والعالمي، وملبيًا لاحتياجات الطالب والطالبة، وداعمًا ومعززًا للمعلم والمعلمة على حد سواء ومحققًا لرؤية المملكة وأهدافها؛ لذا نبارك لمعالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، ولكل العاملين في هذه الوزارة نجاحهم في وقتٍ ليس بالطويل في تحقيق بعض من الأهداف، والغايات المهمة، ونطمح بالمزيد من التغييرات التي تخدم كل الأطراف التعليمية، وتكسر الحواجز التي تحد من توفير بيئة نفسية مريحة للطالب، أو الطالبة، وتسهل على أولياء الأمور معرفة كل ما يتعلق بأبنائهم خصوصًا أصحاب الظروف الأسرية الصعبة أحيانًا بسبب انفصال الأبوين، أو موت أحدهما، أو سفره وأتمنى لو يسمح للأب بزيارة مدرسة ابنته للوقوف على وضعها التعليمي والنفسي والتشاور والنقاش مع المسؤولات عنها، أو زيارة الأم إلى مدرسة ابنها لمعرفة كل ما يتعلق به ومناقشة ما يستجد من ظروف، أو احتياجات، فاليوم الأم هي رب أسرة أيضًا مثلها مثل الأب وأكاد أجزم أن الجميع يعرف معاناة الأم في الاستفسار، أو النقاش مع المرشد الطلابي، أو معلم المادة أو الإدارة.
إن التعليم منذ فجر الإسلام مع معلم البشرية الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت المرأة تناقش، وتسأل بشكل مباشر عما يتعلق بأبنائها، فالإسلام دين الوسطية، والمرونة، ودليلنا في ذلك حديث ابن عباس رضي اللَّه عَنْهُ، أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، لَقِيَ رَكْبًا بِالرّوْحَاءِ، فَقَالَ: منِ القَوْمُ؟ قَالُوا: المسلِمُونَ. قَالُوا: منْ أَنتَ؟ قَالَ: رسولُ اللَّهِ فَرَفَعَتِ امْرَأَةٌ صَبِيًا فَقَالتْ ألهَذا حجّ؟ قَالَ: نَعَمْ ولكِ أَجرٌ رواهُ مُسلمٌ.
اليوم وأنا أكتب مقالي أطرح سؤالاً على نفسي وأقول ألا يحق لي أن أفتخر بهذه الوزارة على ما تقدمه وما أثق فعلاً أنها ستقدمه مستقبلاً؟، ألا تستحق هذه الجهود المباركة أن يعرفها القريب والبعيد؟!
كل عام وأبناء وبنات وطني الحبيب في ازدهار ورخاء ونحو العلم وخدمة الوطن شركاء.