د.عبدالعزيز الجار الله
العديد من الحقائق التي لا بد أن يعيد العرب معرفتها واستيعابها وبالتحديد دول الخليج واليمن والعراق، أن إيران لم تنظر إلينا بالجزيرة العربية بما فيها اليمن والعراق نظرة احترام، بل إننا بلاد الرمل، أي فضاء رملي كبير، وبحر من الرمال لا ماء ولا أمطار بل صحاري مجدبة، وهذا يتطابق كما تراه إيران دون استثناء وتصنفنا إلى مجتمع يعيش في صحراء الرمال ومجتمع آخر يعيش على شواطئ وسواحل الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر معزول عن محيطه، أي أننا موزعون ما بين بحار الرمال وبحار المياه المالحة بلا بحيرات ولا أنهار بل صحراء عطش، وللإيرانيين نظرة دونية ضد العرب، نظرة من قبل الإسلام، وعندما جاء الدين الإسلامي ليحمل العرب مسؤولية نشر الدين، وتتحول إيران بعد سقوط إمبراطوريتها إلى ممر وطريق لحركة الجيوش العربية التي تولت مسؤولية نشر الإسلام داخل دول آسيا الوسطى وشرق آسيا.
كانت الجغرافيا من العوامل التي أسهمت بعد الله في حماية الجزيرة العربية، حيث شكل الربع الخالي الذي يمثل ربع مساحة الجزيرة العربية، وربع مساحة السعودية التي تبلغ مساحتها، نحو مليوني كيلو متر مربع، طول الربع الخالي 1200 كم، وعرضه 650 كم، ومتوسط ارتفاع رماله 100 - 900 م، وتشترك فيه دول السعودية والإمارات وعمان واليمن. ويغطي الركن الجنوبي الشرقي للجزيرة العربية شكل المتاريس الطبيعية ضد الغزاة.
وشريط من العروق تمتد من الربع الخالي شريط رمال وعروق الجافورة ثم رمال البيضاء حتى الجبيل لتشكل ساترًا رمليًا عريضًا يحمي شرقي الجزيرة العربية، ثم يأتي شريط رملي آخر رمال الدهناء توازي الجافورة وتشكل قوسًا من الكثبان الرملية ممتدة من الربع الخالي بالركن الجنوب الشرقي وحتى الركن الشمالي الغربي، حتى يصل عند التجمع الثاني الأكبر كثافة ومساحة النفود الكبير، وكأنه طوق من بحار الرمال تحمي الجزيرة العربية من غزاة الشرق من إيران التي عاشت حروبًا مع الممالك العربية قبل الإسلام لدخول الجزيرة العربية.
لذا أطلقت الامبراطورية الساسانية، والشعوب الفارسية، والدولة الإيرانية الحديثة الحالية أطلقت علينا بلاد الرمال لأن بلادنا عصية عليهم وعنيدة كما هي شعوبها ضد خصومها من الفرس، وهذه الحقيقة التي يجب أن تعيها كل دول وشعوب الجزيرة العربية ودول الخليج واليمن والعراق.