يمثل قرار مجلس الوزراء السماح بفتح الأسواق على مدار الساعة دعمًا كبيرًا لسياحة التسوق، إضافة إلى زيادة فرص التوظيف والإسهام في إضافة دخل جديد للدولة بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030». وتعد سياحة التسوق أحد أهم الأنماط السياحية في المملكة؛ إذ تستقبل الأسواق والمولات أعدادًا متزايدة من الزوار، وتنظم لهم العديد من العروض والفعاليات.
وكشفت إحصائية حديثة لمركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن العوائد الاقتصادية لسياحة التسوق العام الماضي 2018م تجاوزت مليارًا و520 مليون ريال بالنسبة للرحلات المحلية، ومليارَين و880 مليون ريال للسياحة الوافدة، بمجموع 4 مليارات و400 مليون ريال.
إن سياحة التسوق حظيت بنسبة 7 % من أغراض الزيارات في الرحلات السياحية المحلية في عام 2016م البالغ إنفاقها أكثر من 43 مليار ريال، و5 % من الإنفاق السياحي الذي تجاوز 35 مليار ريال في عام 2017، و4 % في إنفاق عام 2018م البالغ 38 مليار ريال.
وفيما يتعلق بالسياحة الوافدة تجاوزت أغراض التسوق في عام 2016م 11 % من الإنفاق البالغ 39 مليار ريال، و10 % في عام 2017م من الإنفاق البالغ 26 مليار ريال، و12 % في عام 2018م من الإنفاق البالغ 24 مليار ريال.
وتعد سياحة التسوق من الأنماط السياحية المهمة والمحركات الاقتصادية في مدن المملكة، خاصة المدن الكبرى، كالرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام وغيرها. وتتميز المراكز التجارية والأسواق بالمدن الكبرى بتوافُر عناصر الجذب السياحي المختلفة.. فإضافة إلى المحال التجارية الكبرى التي تعرض أرقى الماركات العالمية تتنافس الأسواق لجذب زبائنها من خلال الألعاب والملاهي والمقاهي والمطاعم.
كما تُقام في معظم هذه الأسواق فعاليات سياحية وترفيهية وأسواق للأسر المنتجة. ومثلت دُور السينما مصدرًا جديدًا ومهمًّا للجذب السياحي للأسواق، ويتوقع أن تسهم في مضاعفة أعداد الزوار خلال الفترة المقبلة.
وتتعاون الكثير من المراكز التجارية مع هيئة السياحة واللجنة السياحية بالغرفة التجارية في المشاركة في المهرجانات السياحية. كما أن من هذه المراكز من يتجاوب مع مبادرات الهيئة في دعم الأسر المنتجة من خلال تخصيص أجنحة لهم، أو تخصيص أماكن للفعاليات التراثية، مثل فعالية البناء بالطين وغيرها. كما تعاونت بعض المراكز في وضع أجهزة المعلومات السياحية فيها.
ويعتبر شين أولدرسترم المطور العقاري في حقل المراكز التجارية العضو في شركة المراكز العربية التجارية أن التسوق جزء أساسي في صناعة السياحة، ولاسيما مع ارتباطها بأسعار تنافسية مخفضة، تتيح بيع الكثير من الهدايا والأجهزة والسلع في الأعياد والمناسبات. مشيرًا إلى أن التسوق أحد أهم أعمدة السياحة في العديد من الدول المتقدمة سياحيًّا؛ إذ إن السياح ينفقون تقريبًا ثلث إنفاقهم على السياحة في التسوق، خاصة في الموضة والأكسسورات والإلكترونيات. موضحًا أن التسوق له دور مهم في دعم السياحة، كما أن تنمية الأسواق والمهرجانات التسويقية تعد عامل جذب سياحي، وأن أغلب السياح يبحثون عن مراكز التسوق الكبيرة ووسائل الترفيه, وتابع: يسعى المجلس العالمي لمراكز التسوق لتطوير تلك الصناعة وتدريب العاملين بها من خلال برامج تعليمية وتدريبية لمزيد من الاحترافية للأسواق.
وشدد نزار حسن بخرجي نائب المدير العام لمركز الراشد بالخبر على الأهمية القصوى للمراكز التجارية في السياحة. ويظهر ذلك بوضوح خلال الفعاليات السياحية والترفيهية التي تنظم باستمرار في الأسواق. مشيرًا إلى أن مراكز التسوق في المملكة بحاجة إلى أن توفر الماركات العالمية الشهيرة وأيضًا المدن الترفيهية والمساحات الخضراء، بجانب المزيد من مواقف السيارات. مطالبًا بتقليل الوقت الذي يحتاج إليه الترخيص للأسواق في الأمانة، وكذا تخفيض قيمة الكهرباء المرتفعة التي تدفعها المراكز.
وتتميز المملكة بإقامة مهرجانات سنوية للتسوق في المدن الكبرى، مثل الرياض وجدة والدمام.
وبادرت الغرف التجارية خلال السنوات الماضية إلى إقامة مهرجانات التسوق لدعم قطاع الأعمال السياحي والتجاري، والترويج والدعاية للمدن الرئيسية في المملكة.
وتتضمن هذه المهرجانات فعاليات ترفيهية وثقافية وبازارات ومسابقات وجوائز لجذب الزوار والسياح للأسواق والمجمعات التجارية.