د. صالح بن سعد اللحيدان
في معاجم كتب اللغة وفي معاجم كتب الآثار وجدت عند كثير من أهل العلم والتحقيق بعض الآثار التي يوردونها على أنها دليل فيما أوردوه من قول أو مسألة أو خبر، ثم هم يبنون على هذا القطع في حقيقة ما أورده.
في هذا الباب أورد بعضًا من ذلك مع بيان السبب كيف كان هذا الأثر ضعيفًا؛ وذلك حتى لا ينقل اللاحق من السابق شيئًا ليس بذاك، وحتى تقوم المجالس العلمية ومراكز البحوث ودور النشر.
من هذه الآثار ما يأتي:
1 -ليس كل بيضاء شحمة. هذا مثل جيد، لكنه ليس من كلام النبوة؛ ولهذا رده العلماء المختصون.
2 -أنا مدينة العلم وعلي بابها. لم يصح؛ لأن المتن فيه نكارة، وفي سنده كذاب.
3 -إياكم وخضراء الدمن. لم يصح لبطلان السند.
4 -امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار. لم يثبت والسند متهالك.
5 -لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه. معناه جيد، ولكنه ليس بصحيح بعلة السند.
6 -وقُبِرَتْ بلأبواء أي آمنة بنت وهب. وهذا باطل وقد قال الطبراني في العجم الأوسط لم يصح.
7 -كما تكونوا يولّى عليكم. قال ملا القاري هو موضوع لم يصح.
8 -لا يضر مع الإيمان معصية. وهذا من كلام المرجئة.
9 -أنتم أعلم بأمور دنياكم. وهذا النص ضعفه العلماء لوجود خلل في السند.
10 -أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يتردى من الجبل لما فتر عنه الوحي. قلت هو في البخاري، يعني في الصحيح. قلت أورده البخاري للاعتبار به لا لصحته.
11 - لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي. لم يسعه إلا اتباعي. لم يصح لبطلان السند وإن كان معناه صحيح القبول.
12 -قالوا قرب ولو ذبابة. ضعيف؛ لأن في سنده راوٍ ليس بذاك.
13 -اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان. يعني الهلال. هذا رواه الترمذي في السنن لكنه لم يصح بعلة السند.
14 - من لم تنهه صلاته.. ضعيف لأن سنده فيه راوٍ لا تقبل روايته.
15 -النظافة من الإيمان. لم يصح وإن صح معناه لخلل في السند.
16 -خير الأسماء ما عُبّد وحُمّد. لم يصح لوجود كذاب في سنده.
17 -أن الخضر حي. لم يصح لبطلان المتن والسند معًا.
ولا شك أن الأمانة تقتضي قوة الاستحضار وشدة التنبه لما هو مشهور ومتداول، ومعرفة أصول الآثار المبثوثة في كتب الأقدمين، وكثير من كتب المعاصرين، وهذا يحتاج إلى الحس وصدق الإحساس حول كلام النبوة.