د.عبدالعزيز الجار الله
في البدء كان صراع اليمن من الصراعات المحلية بين الجماعات القبلية المحلية، قبل أن ينقلب إلى صراع ميليشيات وثورات وانقلاب على السلطة والشرعية بعد 2010م ويصبح صراعًا إقليميًا بدخول إيران وتركيا وقطر على صراع اليمن، ثم يتحول إلى نزاع دولي قائم.
إيران كشفت كل أوراقها عام 2010 معتقدة أن الربيع العربي سيشعل الأرض العربية، وتستفيد من الموقف العربي المضطرب وتنفذ أجندتها مشروع الهلال الشيعي من اليمن وحتى لبنان، ومن 2010 وحتى 2019 التطبيق الكامل لحصار إيران الاقتصادي والعسكري والسياسي تغيرت أدوار عدة لإيران، حيث تقوم أمريكا ودول التحالف الدولي في تنفيذ الحصار القوي على إيران.
الفترة الواقعة ما بين 2010 - 2015 كانت أشد الفترات على دول الجزيرة العربية بعد توغل إيران في اليمن، وتدخل تركيا وقطر كأطراف مساندة لإيران، وهذا الذي عجل في أسقط وكشف أوراق إيران، التي تنظر إلى اليمن كمفتاح إلى اجتياح الجزيرة العربية والهيمنة على دول الخليج بالضغط العسكري وتصدير الثورة ونشر المذهبية الشيعية، قبل أن تنقلب الأحداث وتصبح إيران محاصرة، تعاني ميليشياتها في الخارج من نقص الدعم المالي والعسكري.
أدركت دول الجزيرة العربية: دول الخليج الست واليمن والعراق، أنها في مركب واحد وقطعة من أرض واحدة، أي خطر يواجه دولة هو خطر يهدد جميع دول الخليج بما فيها اليمن والعراق، كان درسًا غاليًا وثمينًا:
- حتى تتعلمه دول الخليج التي كان لابد أن تضم قبل فترة طويلة اليمن والعراق إلى التفاهمات السياسية للتجمع الخليجي.
- أيضًا درسًا ثمينًا لإيران وتركيا في عدم تمزيق روابط الجوار العربي والجغرافي، والانجرار إلى أحلام الهيمنة الفارسية والعثمانية، عندما انساقت إلى حريق الربيع العربي.
- ودرسًا غاليًا لقطر أن تنحاز إلى إيران وتركيا ضد دول الخليج وتضحي بدولتها من أجل طموح وأحلام غير واقعية.