لا يخفى عليكم جميعاً أن عصرنا الحالي هو عصر السّرعة في كافة المجالات إلى جانب الثورة التكنولوجية التي أثرت على العقول وأبهرت النفوس فالتطوير في مجال حقول الزراعة يتطلب عملاً دؤوباً ونتائج قابلة للقياس بهدف التطوير والبناء والإبداع والابتكار والبحث والتجديد والمراجعة نحو مستقبل أفضل وأحسن وهذا الأمر يتطلب إستراتيجية عمل مع الجهات المعنية في هذا المجال إلى جانب أصحاب الخبرة والمعرفة في الداخل والخارج وإذا لم يفعل هذا العمل بين أصحاب الحقول الزِّراعية فإنهم سيبقون على هذا الوضع؟
وإذا لم يستطيعوا التطوير في هذا القطاع الحيوي الهام سيظلون بلا عمل ولا علم ولا معرفة ولا ثقة بأعمالهم التي ستظل على السطح بدون جودة تذكر
وقد تحدث أحد أصحاب المزارع بمحافظة الخرج الأستاذ عبدالرحمن بن فهد الجابر في لقاء زراعي مع مجموعة من أصحاب المزارع في مجلسه العامر بالمحافظة قائلاً: بكل أمانة وصدق إذا آثرنا الانتظار بدون السعي خلف تجاربنا وبحوثنا سنظل وقوفاً أمام تلك التجارب والبحوث لحين يأتي توجيه ولا ندرك عن أي جودة نتحدث؟
فهذا التوضيح لا شك أنه سيبقى أجوف لا محالة وإذا لم يكن هناك تعاون منظم من قبل الجهات المعنية ومن قبل الجهات المتخصصة أمثال الجامعات ومن قبل أصحاب الحقول الزراعية ذات الخبرة العالية.
علماً أن أصحاب تلك المزارع يحتاجون إلى توجيهات وإرشادات وزيارات ميدانية مستمرة حتى يخرج المنتج الزراعي للناس في المكان المناسب وفي الوقت المناسب - ولا بد من تفعيل تلك المبادرات الميدانية لهؤلاء المزارعين لأنها أقل شأناً من البحوث الأخرى.
فالجميع يتساءل مراراً وتكراراً في وطننا العربي الكبير: لماذا علماؤنا يبقون خارج أوطانهم؟!
سؤال ما هي الأسباب والمسببات؟
الأسباب والمسببات تتمثل في النقاط التالية:-
1- تتميز تلك البلدان بالإنتاج أكثر من الاستهلاك.
2- الجهات المعنية التي تشرف على الحقول الزراعية بشكل عام تدعم البحوث العلمية مادياً ومعنوياً.
3- تشجيع أصحاب المواهب والخبرة في مجال الزِّراعة بشكل مستمر ودائم.
4- تساعد أصحاب الحقول الزراعية الصغيرة بالأمور العينية.
وفي نهاية حديثه الجميل قال إن التطوير لهذه الحقول الزراعية المهمة من الأمور التي يسعى لها كل إنسان في هذه البلاد المباركة وأن الكثير من أصحاب تلك المزارع لا يكتفي بالتقييم والمتابعة فقط بل لا بد من نشر الثقافة الزراعية بينهم وذلك عن طريق الدعم والتشجيع فكلما كانت الكلمة لها أبعاد عميقة ودور أساسي في نشر الثقافة الزراعية بين المزارعين وكلما كانت الكلمة صادقة وأمينة، كانت لها دور فعال وبارز على السطح.