د. خيرية السقاف
من منطلق حقيقة أن المدرسة وطن كبير, وبيت صغير.. يؤمها من كل الأطياف, ومختلفي التربية, والشخصيات, بسلوك تتفاوت فيه طبائع الأفراد, وتمايز خصائصهم, كالمجتمع يعج بالطيب والفاسد, والرديء والجميل, والمسالم والمتنمر, والسموح والحقود, إضافة إلى الفروق الفردية للطلاب بنوعيهم حسب مراحل أعمارهم, ومدى وعيهم, وكيفية قدراتهم, فإن هذا الوطن, البيت الصغير, حاوية الأفراد المختلفين, يحتاج إلى فرق أمن تجوب
الساحات, وتمر بالممرات, وتقرب من المجموعات للإشراف والحماية, ومنع التنمر, وردء الاعتداء, وحماية الأجساد, وتوجيه الذوات؛ كي لا تتحول المدارس إلى ساحات «حرب» باختلاف مفهوم الحرب, فيسقط فيها طالب قتيلاً, وينهض فيها طالب قاتلاً, أو يتآمر منهم مَن يتآمر على معلمه كما حدث في الأيام الأولى من هذا الأسبوع, بسقوط طالب «حي لبن» مقتولاً, وتعدي طلاب تبوك على معلمهم في الفصل..
المدارس تحتاج إلى التحلل من الأعداد الكثيرة في قبولها, أو مواكبة الكثرة بالرقباء الأمنيين, وبالموجهين، بحيث لا يكون قوام كل مدرسة موجهًا اجتماعيًّا واحدًا, أو اثنين, بل فِرقة كاملة، تغطي احتياج المدارس ومراحلها بشكل نابه, وحازم..
والمدارس تحتاج إلى إعادة هيبة المعلمين بمنحهم ما كان لهم من الحقوق في التربية, والتوجيه, والعقاب..
والمدارس تحتاج إلى الكثير من برامج التوعية وتأسيس القِوامات الرئيسة في سلوك الطلاب, مع مواجهة جادة, وبرامج مقننة، تُعنى بخصائصهم العمرية, وفروقهم الفردية..
والأكيد أن المدارس تحتاج لفِرق أمنية واعية, مختصة فيما يتعلق بمهامها.
وبعد:
عزائي لوالدَي الطفل الذي لاقى وجه ربه في أجله الذي قدره الله تعالى, وجبر مصابهما, وأخلفهما به الخير في الدارين. وأسبل عليهما الصبر بما قضى.