علي الصحن
يبدو أن بعض البرامج الرياضية تسعى إلى تسجيل التواجد وإكمال وقت البث اليومي فقط، دون النظر إلى قيمة المحتوى الذي تقدمه، ولا المصداقية التي يجب الالتزام بها، ولا تثقيف المتابع وزيادة معارفه، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديه، وهو الهدف الذي ينبغي العمل من أجله، ويبدو أيضاً أن معدي ومقدمي هذه البرامج لا يعرفون الدور المنوط بهم بالفعل، فالمعد يعتقد أن دوره ينتهي بحضور الضيوف، واختيار المواضيع التي سيتم تداولها، دون أن يتدخل لتصحيح مسار البرنامج، وضمان عدم خروجه عن خطه المرسوم سلفاً، والمذيع يكتفي بقراءة المقدمة، وطرح السؤال الأول، ثم يتفرغ لترديد كلمة (صحيح) و(بالفعل) و(ما رأي فلان) و(نذهب إلى فاصل)!!
لدى بعض البرامج مكتبة ثرية وفرص واسعة للنجاح وتأكيد الحيادية والمهنية، لكنها ترفض كل الفرص، وتصر على الدوران في فلك واحد، والعودة للمربع الأول بعد كل فاصل.
عندما يخرج أحد الضيوف ويشرق ويغرب في أحد المواضيع، ويقدم انطباعاته واعتقاداته كحقائق لا تقبل الجدل، وعندما يوزع اتهاماته على كل من يخالفه دون رادع - دون أن يجد المذيع الجيد الذي يقاطعه ويرفض أقواله ويوضح له الحقائق، ودون أن يجد المعد الذي يستطيع العودة إلى مكتبة البرنامج، وتقديم الحقيقة التي خالفها ضيفه، وتأكيد مصداقية البرنامج - فإننا في الحقيقة أمام برنامج لا يستحق المشاهدة وتضييع الوقت من أجله.
وعندما يخرج أحد الضيوف ويكذب عياناً بياناً ويكشفه الضيف الآخر أو المذيع (!!) ثم يتكرر منه ذلك، ويسمح له بالاستمرار في البرنامج وتقديمه في اليوم التالي، فإننا في الحقيقة أمام برنامج لا يحترم مشاهديه، ولا يضع قيمة للوقت الذي يقتطعونه من يومهم لمشاهدته!!
في هذا الشأن أعتقد أن المشكلة تقع في المقام الأول على مذيع البرنامج ومعده، من المهم أن يكون المذيع ملهما يملك المعلومة وردة الفعل المناسبة والكاريزما التي تمكنه من السيطرة على البرنامج وإدارة دفة الحوار فيه، وأن يكون عرفاً بكل تفاصيل الموضوع محل النقاش، في بعض الأحيان يدرك المشاهد أن المذيع متورط وأنه لا يستطيع التداخل، والتصحيح لأنه لا يعرف أي شيء أصلاً.
في بعض البرامج يكون الضيف أقوى من المذيع، وهو من يسيطر على الحوار، ولا يترك فرصة حتى لبقية الضيوف، ويصر على فرض رأيه وويل لم يخالفه، وأحيانا يتعاطف المذيع مع أحد ضيوفه، فيكون هيناً ليناً معه ومع آراءه، فيما يكون قوياً مع ضيف آخر، لذا يكون البرنامج أسير الرأي الواحد والميول الواحد، حتى وإن تعددت الوجوه والميول المشاركة فيه.
هنا لن أقول إن على هذه البرامج تغيير سياستها وطريقة إدارتها فقد كتب الكثيرون ومن سنوات عنها، وقدموا عشرات المقترحات بشأنها، لكنها لم تتغير وما زالت تراوح مكانها، لقد تطور كل شيء وبقيت هي كما هي، يتغير الاسم والضيوف والديكورات والإضاءة، ويبقى المحتوى كما هو دون تطوير أو تغيير، وبدا أنها راضية بالحال الذي وصلت إليه، وربما كان هو الحال الذي ينشده مسيروها!!
> لماذا لا يجرب القائمون على القنوات تغيير طواقم العمل، خاصة وأن المشاهد قادر بسهولة على تغيير القناة والبحث عن الأفضل؟