«الجزيرة» - إبداعات بصرية:
لاشك أن مهرجان سوق عكاظ أصبح اليوم منافساً لشقيقه مهرجان التراث الوطني في الجناردية مع اختلاف الفكرة والأبعاد الثقافية والتراثية بين ما له علاقة بالموروث الوطني المتعلق بالمجتمع السعودي حاضرة وبادية في في المهرجان الوطني بالجنادرية الذي أصبح الآن ضمن فعاليات وبرامج وزارة الثقافة وبين مهرجان سوق عكاظ الذي يستعيد دور السوق التاريخي في الشعر والأدب تقوم عليه هيئة السياحة والتراث الوطني وقامت جامعة الطائف بإعداد البرنامج الثقافي من خلال اللجنة الثقافية، ومع ذلك فكلاهما عينان في رأس الوطن، لكل منهما طعم ونكهة ومذاق.
وبما أن موضوعنا عن سوق عكاظ فالحديث سيتعلق بما حدث هذا العام في جانب الفنون التشكيلية، وقد يصحب الطرح شيء من العتب على جامعة الطائف التي أغفلت الفنون التشكيلية إلا من ندوة تحت عنوان (اقتصاديات الفنون).
• الفن التشكيلي يفتقد ما كرم به في دورات سابقة
عرف لدى الجميع أن مهرجان سوق عكاظ موعد يتشوق له التشكيليون وعشاق الرسم من جمهور أو مواهب أو فنانين محترفين، فقد كانت الأعوام السابقة حافلة بما يمكن أن يوصف بتكريم الفن التشكيلي الوطني إضافة لما حظي به هذا الفن العام المنصرم في الدورة السابقة من حراك لم يكن له منافس في مختلف الفعاليات الثقافية التي تقام في مناطق المملكة ولا في أيّ مهرجان مماثل، فقد أقيمت في الدورة السابقة مسابقة تشكيلية، ومعرض لأعمال دورات المسابقة، ومعرض تشكيلي آخر في خيمة عكاظ، ومعرض تشكيلي للأعمال الفائزة في جميع دورات المهرجان التي كانت تحمل عنوان (لوحة وقصيدة) اختير الاسم ليتوافق مع فكرة المهرجان قام عليها إشرافاً وتنظيماً الفنان والكاتب الأستاذ فيصل الخديدي إضافة إلى معرض تشكيلي في جناح وزارة الإعلام تبعها ورش ورسم مباشر للفنانين في الهواء الطلق أضافت للمهرجان بعداً ثقافياً معاصراً.
• اقتصاديات الفنون التشكيلية
وقد يكون في إقامة ندوة (اقتصاديات الفنون) التي نظمتها جامعة الطائف ضمن البرنامج الثقافي بسوق عكاظ توقعاً من الجامعة أنها تعوض عن ذلك الكم المتميز من الفعاليات التشكيلية السابقة بما احتوته الندوة من موضوع دسم ومهم بالنسبة للساحة التشكيلية وللمتلقي والتي أسهب الزميل الفنان والكاتب الأستاذ فيصل الخديدي في زاويته الأسبوعية ( أحداث نافذة) السابقة والمنشورة اليوم وما تضمنته من قراءة للندوة ما يمنح القارئ الكثير من التفاصيل، وقد شارك في الندوة (معالي الدكتور نبيل كوشك، والدكتورة لينا قطان، والفنان عبدالناصر غارم، والفنان زمان جاسم) وأدار الندوة الفنان فيصل الخديدي، وقدم المحاضرون أوراق مختلفة تطرقت لموضوع الندوة من عدة زوايا مختلفة حيث كانت الورقة الأولى لمعالي الدكتور كوشك والذي تطرق لعدة محاور تجيب على عدة تساؤلات كانت هي محتوى عرضه: ما هو الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة؟، وما هي الشركات الناشئة في مجال الفنون؟.
أما الورقة الثانية والتي قدمتها الدكتورة لينا قطان فكانت محاورها تدور حول التركيز على كل ما يتعلق بطلبة الفنون وكيفية مواجهة سوق العمل بعد التخرج، وكيفية تجنب اختراق قوانين الطبع والنشر عند عرض الأعمال الفنية أو الاشتراك بها في المسابقات وبيعها.
وفي الورقة الثالثة تحدث بإسهاب الفنان عبدالناصر غارم عن السوق الأولية في الفنون وأوضح أن السوق الأولية تقع في قلب هذا النظام الاقتصادي كون العمل الفني يباع لأول مره وما يميز هذا السوق أن العلاقة مباشرة مع الفنان والسوق الثانوية وتباع فيها الأعمال للمرة الثانية أو لمرات متتالية ولا تكون العلاقة مباشرة مع الفنان وتصبح المصدر الوحيد للحصول على قطع معينة لا يمكن الحصول عليها في السوق الأولية.
في الورقة الرابعة التي قدمها الفنان زمان جاسم وجاء فيها حديثه عن العمل الفني كمنتج تجربة عالمية.. وكيف يجعل الفنان من عمله الفني منتجاً فنياً، خط الإنتاج في الأعمال الفنية واستعراض تجربته الشخصية في تحويل العمل الفني إلى منتج اقتصادي وصناعة خط النتاج لعدد من أعمال.