محمد المنيف
لاشك أن للمرأة السعودية أدوار مهمة في بناء ثقافة وفنون الوطن برز منهن الكثير وأصبح من حق من قدم جهود داعمة أن تذكر ومن هؤلاء السيدات الفنانة التشكيلية نبيلة البسام إحدى رواد الفن التشكيلي السعودي فهي وعدد قليل يعد على الأصابع حملن راية وإطلاق الفن التشكيلي النسائي وأسهمن فيه بشكل يستحق التقدير والإعجاب، فالفنانة نبيلة تلقت تعليمها الجامعي في الجامعة الأمريكية ببيروت في لبنان حيث حصلت على شهادة البكالوريوس ودرجة الماجستير في التعليم. وقد كانت من الأعضاء الفاعلين في مجتمع الفنون بالجامعة وحصلت على أولى جوائزها في المسابقة الفنية الجامعية في العام 1964، وعملت على إنماء مواهبها الفنية بتلقي دورات فنية مختلفة في كلية فيلادلفيا للفنون وبعدها في كلية مدينة سان دييجو في جامعة ريدلاند في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. وبعد عودتها للمملكة العربية السعودية، ومن الأعمال المتعلقة بالفنون ودعمها لها في وطنها المملكة أنها تطوعت لتعليم الفن في مدارس الظهران الأهلية لعدة سنوات, وشاركت أيضا في المعارض الفنية السنوية التي أقامتها شركة أرامكو وحصلت على جوائز عديدة. وشجعت أيضا الناسجات البدويات, وأنتجت عديدا من المعلقات الجدارية لكثير من الشركات منها أرامكو والهيئة الملكية للجبيل وينبع بالجبيل وكذلك مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة.
أما حجر الزاوية والخطوة الهامة في مسيرتها ومسيرة الفن السعودي فهو في تأسيسها عام 1979م قاعة فنون التراث العربي في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية, حيث استثمرتها في إقامة عروض فنية تشكيلية لفنانين محليين وأجانب. وقد بتوسعة القاعة بإقامة مبنى على الطراز الخاص بها والذي صممته بنفسها، حيث خصصت المبنى القديم للمشغولات اليدوية المتفردة وتصميمات الأزياء التراثية, وجعلت من المبنى الجديد قاعة متخصصة للفنون التشكيلية حيث تعرض الفنانين من المملكة العربية السعودية والأقطار العربية المختلفة وأيضا بعض الفنانين الأجانب، سواء فرديا أو ضمن مجموعات على مساحة كبيرة، وتعد القاعة هي الأكبر في المنطقة الشرقية. فأصبحت صرحا فنيا متكاملا.