حمّاد السالمي
الموسم والمواسم مفردة عربية دالة على الاحتفال، ومجمع كثير من الناس. ودالة على الخير والفرح والبهجة والمنافع المتعددة. فالموسم يطلق على الحج والعمرة، ويطلق على الوقت المناسب لزراعة أو جني الغلال. وموسم الشيء موعد ظهوره فيه، واجتماع الناس، كموسم العنب، والرمان، والورد، والصيد، والاصطياف، إلى غير ذلك. ومنها مجامع العرب وأسواقهم في عكاظ، ومجنة، وذي المجاز، وخلافها.
* حسنًا فعلت اللجنة العليا التي يرأسها صاحب السمو الملكي (الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز) ولي العهد وزير الدفاع حين وسمت مبادرتها الجديدة الشجاعة بـ(مواسم السعودية)؛ ذلك أن الفعاليات كافة التي نُفذت، والتي أعلن عن قرب تنفيذها، تشتمل على منافع كثيرة للوطن والمواطنين، وتستهدف بشكل أساسي تفعيل قطاع السياحة، ودعم القطاعات المرتبطة به، خاصة والمملكة تفتح اليوم باب السياحة الخارجية لملايين الراغبين من عشرات دول العالم، في خطوة تشهدها المملكة لأول مرة في تاريخها. كما أنها تستهدف توفير فرص عمل مؤقتة، وأخرى دائمة لأبناء المملكة، وسوف تزيد من حجم الإنفاق في الداخل، وترفع مستوى جودة الحياة للمواطنين، وبناء مجتمع حيوي منتج، وتعزز من النشاط الاقتصادي على المستويات كافة.
* إن تحويل المملكة إلى إحدى أهم الوجهات السياحية في العالم - وهو العنوان الأبرز مع انطلاق المواسم المنفذة والمعلنة حتى اليوم - يتطلب تقديم أنشطة وفعاليات كبرى غير مسبوقة، وعرض تجارب سياحية مفعمة بالعديد من الفرح والبهجة، التي تغطي مناطق ومدن المملكة كافة على مدار العام.
* لقد عشنا في الأشهر الفارطة من العام 2019م ستة مواسم في عدد من المناطق والمدن. كان (موسم المنطقة الشرقية من 14 إلى 30 مارس)، و(موسم شهر رمضان المبارك من 6 مايو حتى 3 يونيو)، و(موسم العيد من 4 حتى 8 يونيو)، و(موسم جدة من 8 يونيو حتى 18 يوليو)، و(موسم الطائف من 1 حتى 31 أغسطس)، و(موسم السودة من 1 أغسطس حتى 31 منه). لم تكن هذه المواسم فقط غنائية؛ بل قدمت ثقافة المجتمع، وفنونه، ورياضاته، وموروثاته الشعبية، كما ينبغي أن يكون، وعرضت لتاريخ المناطق وتجارتها وأسواقها، وطريقة تعاطي أهلها مع مثل هذه المبادرات الذكية، كما ينبغي كذلك. أعادت هذه المواسم الذكية إلى المجتمع السعودي الترفيه الذي كان، ورسمت على شفاه ووجوه الناس فرحة، اختطفت منهم ذات يوم؛ فشعر كل الناس أنهم مثل بقية الناس في أرجاء المعمورة، يفرحون فيغنون ويرقصون ويمرحون، ويدركون أنهم يملكون في مناطقهم ومدنهم مقومات ثقافية وتاريخية وسياحية، يمكن أن تتحول على أيديهم إلى روافد منتجة لهم ولأبنائهم.
* الذين شاركوا وساهموا أو شاهدوا ما جرى من أنشطة وفعاليات في ستة مواسم فارطة يتحدثون اليوم عن بلادهم كما لم يفعلوا من قبل. هذه حقيقة. قال لي واحد من هؤلاء إنه أدرك أن الكشف عن عراقة ماضينا، وثقافة مجتمعنا، وسحر الطبيعة في بلادنا الواسعة، لا يتم من خلال الكتب والصور والبرامج المتلفزة وحدها. إن السياحة المكانية، وما يصاحبها من أنشطة اجتماعية، هي الأكثر جذبًا، وهي أنجح وسيلة لتقريب الصورة في ذهنية السائح، من ما كان، ومن أي جهة هو.
* نحن اليوم على أعتاب الاحتفال باليوم الوطني المجيد يوم الاثنين بعد القادم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر. في هذا اليوم المجيد أعلن الملك الموحد والمؤسس (الملك عبد العزيز آل سعود) -طيب الله ثراه- عن توحيد البلاد في كيان كبير، هو: (المملكة العربية السعودية). هذا اليوم المجيد حل وسْمًا في برنامج (مواسم السعودية)؛ لتبدأ من جديد خمسة مواسم أخرى لبرنامج (مواسم السعودية)، هي: (موسم اليوم الوطني 23 سبتمبر)، و(موسم الرياض من 15 أكتوبر حتى 15 ديسمبر)، و(موسم الدرعية من 22 نوفمبر حتى 21 ديسمبر)، و(موسم العلا من 19 ديسمبر حتى 7 مارس)، و(موسم حائل من 22 ديسمبر حتى 10 فبراير).
* إذا كان (النفط ثروة ناضبة) فإن (السياحة ثروة نابضة).. قلت هذا في أكثر من مقال، وأكثر من مناسبة، وها نحن اليوم ندرك قيمة الثروة النابضة التي هي بين أيدينا. ندركها في مدننا وقرانا، وفي كل شبر من وطننا المعطاء. بدأنا -بحمد الله- نتلمس الطريق الصحيح لاستغلال هذه الثروة؛ من خلال مبادرات وطنية ناجحة، في مقدمتها: (مواسم السعودية)، منها فتح باب السياحة من خارج المملكة، ومنها تمكين المعتمرين والحجاج من التجول خارج مكة المكرمة والمدينة المنورة، وزيارة الآثار الإسلامية والتاريخية، ومشاهدة باقي المعالم في المدن والمناطق كافة.
* شكرًا خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبد العزيز) -حفظه الله-. شكرًا (صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان) -رعاه الله-. شكرًا للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. شكرًا لوزارة الثقافة. شكرًا للهيئة العامة للترفيه. شكرًا للهيئة العامة للترفيه. شكرًا للهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات.
شكرًا لكل عقل نير، ساهم وشارك في هذه النجاحات الواعدة. وكل عام ووطني بعز وفخر وسلام.