«الجزيرة» - عبدالرحمن اليوسف:
شرعت وزارة التعليم هذا العام في تطبيق برنامج الطفولة المبكرة وإسناد تدريسها إلى معلمات مؤهلات بما يحقق الدمج النفسي والتربوي والتعليمي السريع والسهل للطالب بين مرحلتي الروضة والصفوف الأولية.
وجاء تطبيق «تعليم الرياض» قرار دمج رياض الأطفال مع الصفوف الأولية «أول، ثاني، وثالث ابتدائي» متماهياً مع خطة وزارة التعليم التوسع في مرحلة الطفولة المبكرة، وبما يتوافق مع الرؤية الطموحة للمملكة 2030، حيث تم العمل على تهيئة جميع المرافق التي استضافت الأطفال منذ وقت مبكر، وتهيئتها بالتجهيزات اللازمة ووسائل التعليم الحديثة. وانطلقت مع بداية العام الدراسي الجديد 230 مدرسة للطفولة المبكرة تابعة للإدارة العامة للتعليم في منطقة الرياض، تقدم خدماتها التعليمية والتربوية لأطفال رياض الأطفال والصفوف الأولية من البنين والبنات وتستوعب أكثر من 18 طالب وطالبة. وأكد علي بن محمد الغامدي، مدير إدارة الإعلام التربوي، المتحدث الرسمي في «تعليم الرياض»، أن من أهداف التوسع في مرحلة الطفولة المبكرة وإسنادها إلى معلمات، زيادة فرص التحاق الأطفال في مرحلة رياض الأطفال، وتحسين جودة التعليم في هذه المرحلة من عمر الطلاب والطالبات، ورفع كفاءة الاستفادة من الموارد المتاحة وتنمية مهاراتهم وتكوين شخصياتهم في المجالات العقلية والجسمية والحركية والانفعالية والاجتماعية والخلقية وغرس الثقة بهم، مشيراً أن مدارس الطفولة المبكرة مسندة إلى معلمات متخصصات في طرائق التعامل مع طلاب وطالبات رياض الأطفال والصفوف الأولية للبنين والبنات، في فصول دراسية منفصلة ودورات مياه مستقلة لكل منهم، وفق أسس علمية وتربوية واجتماعية معتمدة في هذه المرحلة.
من جهتها، قالت حصة الفارس، مديرة إدارة رياض الأطفال في الإدارة العامة للتعليم في منطقة الرياض، أن «حلم الأمهات بدأ يتحقق واقعاً من خلال تطبيق مشروع الطفولة المبكرة وإسناد تدريسها إلى معلمات، لسهولة تواصلهن مع معلمات أبنائهن وبناتهن في هذه الأعمار التي يحتاجون فيها إلى أمهاتهم دون حواجز في التواصل».
وأضافت الفارس: «سعدنا بردود الفعل الإيجابية التي وردتنا من الميدان ووقفنا عليها، ونحن نشاهد فرحة الأمهات ومشاركتهن أبناءهن وبناتهن تحت سقف تعليمي وتربوي واحد، يتعاملن فيه مع معلماتهم بارتياح تام وسط أجواء أسرية لمسنا تأثيرها في الحالة النفسية على الأطفال في هذه السن التي يحتاج الطفل فيها إلى وجود أمه بجواره ومتابعتها المستمرة والمباشرة له»، واستقبلت مدارس رياض الأطفال والطفولة المبكرة في الإدارة العامة للتعليم في منطقة الرياض منذ بداية العام الدراسي الحالي حتى الآن أكثر من 18 ألف طالب وطالبة شاهدين على التغيير في مشروع الطفولة المبكرة الذي تبنته وزارة التعليم مطلع العام وراهنت عليه.
وأشادت ثنوى بنت علي الشهري، قائدة الابتدائية 78، بفكرة الطفولة المبكرة، وقالت إنها «فكرة رائدة في سبيل التغيير الذي تطمح إليه المملكة والمجتمع»، وأضافت: «سنجني الثمار في المستقبل، ونراهن على نجاحها». بينما عبر المعلمات عن سعادتهن بتطبيق مشروع الطفولة المبكرة وإسناد تدريسها إلى معلمات، وأكدن أنها «تجربة رائعة، لسهولة التواصل مع الأمهات وتحديد المتطلبات والاحتياجات والرفع من مستوى أبنائهن وبناتهن الدراسي، ووجدن تقبلاً وتفاعلاً من الأطفال وأولياء أمورهم، وأصداء إيجابية من المجتمع في المجالس الخاصة وشبكات التواصل الاجتماعي».
وعبّر عدد من الأمهات عن شكرهن وتقديرهن لوزارة التعليم لتطبيق مشروع الطفولة المبكرة وإسناد تدريسها إلى معلمات، وقلن: «كنا قبل الدمج نواجه صعوبات في التواصل مع أبنائنا في مدارس البنين، وعدم استطاعتنا متابعتهم، أما الآن فنحن أمام نقلة كبيرة في تعليم الأطفال في هذه المرحلة المهمة، وأصبح بإمكاننا التواصل مع المعلمات في أي وقت، والحضور إلى المدرسة وقضاء الأسبوع التمهيدي معهم، إضافة إلى حضور الفعاليات والمناسبات والأنشطة التي تخصهم، وسنلمس تأثير ذلك في تحصيلهم الدراسي ومعنوياتهم العالية وحبهم للتعلّم، وقد لمسنا ذلك منذ اليوم الأول».